ذكرتنا بفعلها زوج موسى |
|
إذ سعت بعد فقده مسعاها |
قاتلت يوشعا كما قاتلته |
|
لم تخالف حمراؤها صفراها |
( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) [ الإسراء : ٧٢ ].
ثم نقول لهذا الآلوسي : إن الشيعة وإن تناولت بعض الصحابة بالقدح إلاّ أنهم محبّون لهم عارفون لهم فضلهم ، إذ ليس بين ذلك وبين قدحهم تناف ؛ لأن القدح لم يكن مقصودا فوقع ما وقع إن شاء بعضهم أو أبى ، فكلّ من القادح والمقدوح معذور وكان أمر الله قدرا مقدورا ، كما زعم ذلك في المقاتلين عليّا عليهالسلام.
ولو فرضنا كان القدح فيهم قصدا فهو بشبهة قويّة عند القادح أوجبت عليه القدح ، وهو بزعمه أنه من الدين وليس من الضلال ، ومتى كان كذلك فهو لا ينافي المحبة لهم ـ على حد تعبير جدّ الآلوسي ـ وإذا كان الأمر كذلك عند هؤلاء المخبولين فلما ذا كلّ هذا الغيّ والبغيّ من الآلوسي على الشيعة؟ ولما ذا يا ترى نشر هذا الكتاب وملأه بالسّباب والنيل من كرامتهم ونسبة الكفر والضلال إليهم؟ ولما ذا يا ترى جدد طبعه ( محبّ الدين الخطيب ) على مرأى ومسمع من علماء مصر ومثقفيها؟ والشيعة لم يأتوا بما جاءت به الفئات المقاتلة عليّا عليهالسلام فإنهم لم يقاتلوا أحدا من الخلفاء (رض) ولم يريقوا دما لأحد من أوليائهم ، ولم يمسّوهم بسوء كما ارتكب ذلك كلّه الفئة المقاتلة عليّا عليهالسلام وهل تجد لذلك وجها غير كونهم موالين عليّا عليهالسلام ومعادلين لمعاوية وغيره من الفئات المقاتلة عليّا عليهالسلام من أولياء الآلوسي ، ومن القبيح جدا أن تجرّ باؤه وباء الشيعة لا تجر.
الثالث عشر : إن قول جد الآلوسي : ( فقف عند مقدرك فما أنت وإن بلغت الثّريا إلاّ دون ثرى نعال أولئك ) يعطيك صورة واضحة من صور الضلال لاستلزام قوله أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقف عند مقدره حينما حكم على معاوية وأصحابه بالبغي وأنهم من الدعاة إلى النّار ، فعلى قول جدّ الآلوسي أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم