وإن أردت المزيد فإليك ما أخرجه شيخ الحديث عند أهل السنّة البخاري في صحيحه في أواخر ص : (٧٥) في باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان ابن فلان من جزئه الثاني من كتاب الصلح ، وأخرجه في أواخر ص : (١٩٦) من صحيحه في باب مناقب عليّ بن أبي طالب من جزئه الثاني عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال لعليّ : ( أنت منّي وأنا منك ) فإنه صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقله لغيره مطلقا ، وحسبك هذا فإن الأحاديث في مثل ذلك من طرق أهل السنّة كثيرة متواترة لا يسع المقام تعدادها.
الثالث : قوله : « واحتج على ذلك بالآيات الواردة في فضله ».
فيقال فيه : إنها لعمر الحق آيات بيّنات وحجج ودلالات تأخذ بأعناق النقاد إلى الإذعان بها والتسليم لها والنزول عند حكمها ، إذ في مخالفتها حرب الله وحرب رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم فدونكها نصوصا واضحة على خلافته عليهالسلام بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وبطلان خلافة المتقدمين عليه وقد مرّت عليك شذرة منها فراجع.
الرابع : قوله : « ولكن الصّحابة ارتدوا ».
فيقال فيه : ليس هذا القول من بطل أسطورة الآلوسي المصنوع من خياله وإنما هو من قول الله تعالى وقول رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم فإن كنت في شك من ارتداد جمهور الصّحابة وانقلابهم على أعقابهم فانظر إلى ما أنزل الله في القرآن من آية الانقلاب على الأعقاب والمرود على النفاق ، وإلى ما أخرجه حفاظ أهل السنّة وجهابذة الحديث عندهم عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حكمه بارتدادهم ، فهذا البخاري يحدّثنا في أبواب صحيحه عن هذا الارتداد ، فمن ذلك ما أخرجه في باب الحوض في آخر ص : (٩٣) و (٩٤) من جزئه الرابع ، وفي باب قوله تعالى : ( وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً ) [ النساء : ١٢٥ ] ص : (١٥٤) من جزئه الثاني من كتاب بدء الخلق ، وفي باب قوله تعالى : ( وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ ) [ المائدة : ١١٧ ] في أواخر ص (٨٥) من جزئه الثالث ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : ( ليردن عليّ