فهذا الخطيب البغدادي يقول في تاريخ بغداد ( ص : ٤٤ ) من جزئه الثالث عشر : قالت عائشة : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( إن الله تعالى يضحك من أياس العباد وقنوطهم ، فقالت عائشة : قلت يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أو يضحك ربنا؟ قال : والّذي نفس محمّد بيده إنه يضحك ، قلت : لن يعد منّا منه خير إذا ضحك ).
ويحدثنا البخاري في ( ص : ١٢٧ ) من جزئه الثالث في باب قوله تعالى : « وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ » عن أبي هريرة : ( يقال لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد فيضع الربّ تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول قط قط ).
وفيه عن أبي هريرة ، قال : ( تحاجّت الجنّة والنار ، فقالت النار : أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين ، وقالت الجنّة : ما لي لا يدخلني إلاّ ضعفاء الناس وسقطهم ، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قط قط ) (١) ويعني حديث أبي هريرة هذا ـ والعياذ بالله ـ أن الأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين كلّهم من سقط الناس لأنهم جميعا يدخلون الجنّة ، وهل هناك ضلال أعظم من هذا.
وفيه ( ص : ١٣٨ ) في باب يوم يكشف عن ساق من جزئه الثالث ، عن أبي سعيد ، قال : سمعت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كلّ مؤمن ومؤمنة ».
وأخرج في أول كتاب الاستئذان في باب بدء السلام ( ص : ٥٧ ) من جزئه الرابع من صحيحه ، قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا » تعالى الله من أن تكون له ساق أو رجل أو صورة ، وسبحانه عما يصفون.
وأخرج في باب الصراط جسر جهنّم ( ص : ٩٢ ) من جزئه الرابع من صحيحه ، عن أبي هريرة : ( تبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في غير
__________________
(١) تجده في ( ص : ١٢٧ ) من صحيح البخاري في باب قوله تعالى : ( وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) من جزئه الثالث.