ثم ذكر عقائد أسلافه في التجسيم والحلول ورؤية الله وغير ذلك من عقائد اليهودية والنصرانية والمجوسية وخرافاتهم وكفرهم التي تقدم عليك بعضها مشفوعا بدليله من صحيح البخاري وغيره ، فنسب ذلك كلّه إلى كبار عبّاد الله الصّالحين من شيعة آل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد أبت على الآلوسي نفسه ألاّ يدع شيئا من التشنيعات والمفتريات في تلك الأساطير المهملة إلاّ ويلحقها بالشيعة يبتغي بذلك مرضاة أميره ( التركي ) عبد الحميد ليعطيه ما يريد ، لذا تراه قد أتعب من أجله نفسه فطعن في وجدانه وضميره ، فصرف شطرا كبيرا من عمره في تسجيل تلك المفتريات ونشر هاتيك الخزعبلات دون أن يشعر بأن الله تعالى سبحانه عن ذلك كلّه حسابا عسيرا.
المؤلف : ونحن نجيبه على الإجمال عن تلك الأسطورة وتجد التفصيل في باب الطعون من وجوه :
الأول : إنّ عبد الله بن سبأ (١) من قبيل العنقاء والغيلان لا وجود له إلاّ في مخيلة خصوم الشيعة ، وهم الّذين نحتوا هيكله ليبنوا عليه الطعن في الشيعة والنيل من كرامتهم ، ليزعموا أن مقتداهم على الإطلاق عبد الله بن سبأ ، فإذا كان من الثابت المعلوم بالبداهة أن قصّة السّبائية وأسطورتها وبطلها عبد الله بن سبأ كلّها مختلقة لا وجود لها إلاّ في مخيلة قصّاصيها ، فكيف يزعم هذا تقليدا للآخرين من أسلافه بلا تفكير ولا فحص ولا تنقيب أن بطلهم الخيالي وأسطورته الكاذبة هو مقتدى الشيعة على الإطلاق ، ولو فرضنا جدلا أن عبد الله بن سبأ قد تجسد في مخيلتهم ثم صار شخصا مرئيا في الخارج فإن الشيعة قديما وحديثا تتبرأ منه وتلعنه كما تتبرأ من أصحاب السّبت وتلعنهم وتلعن من ينسبه إليهم إفكا وزورا ، فإذا كانت الشيعة يتبرءون منه ويلعنونه فكيف يصح لعاقل أن يقول إنه مقتداهم ومؤسس مذهبهم إذ لا يجوز عقلا أن يتبرءوا من مقتداهم لو صح ما يزعمه
__________________
(١) وقد أثبت منشأ الأسطورة السّبئية واختلاقها الفاضل المحقق المعاصر السيّد مرتضى العسكري في كتابه : ( عبد الله بن سبأ ) يجدر بالمحققين الّذين يريدون الوقوف على حقيقة قصته أن يرجعوا إليه.