المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً ) [ النساء : ١١٢ ]
ـ صدق الله العليّ العظيم ـ
الحمد لله ربّ العالمين ، والصّلاة والسّلام على نبيّه وصفيّه ، وأفضل أنبيائه ورسله وأشرف خلقه محمّد وآله المعصومين خلفائه ، وعلى أصحابه الّذين نصروه في حياته ولم يبدّلوا بعد وفاته ، وعلى التّابعين له بإحسان.
كنت اطلعت على الكتاب المسمى : ( المنحة الإلهية تلخيص ترجمة التحفة الإثني عشرية ) لمحمود شكري الآلوسي البغدادي المطبوع جديدا في مصر القاهرة (١) ولقد حداني اسمه إلى أن أقرأه قراءة من يتغاضى عن صغائر الهفوات ، وكنت أثناء مروري على صفحاته أرى خلالها كلمات ترمز إلى الضلال والإضلال ، وعلى الرغم من كثرة شطنها كنت أوطن النفس على حسن الظن بمؤلّفه ، وأرجو أن يكون الهدف الّذي ألّفه في سبيله حكمة بالغة وإن خانه النظر فأخطأ مقدماتها الصحيحة.
افتتح الآلوسي كتابه بالبحث عن الشيعة الإثني عشرية ، وبعد أن رماهم باسم الكفر والإلحاد نسب إليهم بعض الطوائف الخارجة عن الإسلام المنتحلة هذا الاسم ممن لا تعرفهم الشيعة ، بل لا يصح عدّهم من فرق المسلمين كالخطابيين والغلاة وغيرهم وقال إنهم من الشيعة ، ورأيت فوق ذلك تحاملات ورهاء ، ومزاعم جوفاء قد شحنه بعبارات الذم والقدح ، بحيث تشمئز منها
__________________
(١) وللكتاب طبعة أولى بمطبعة بومبوي الهند ، سنة ( ١٣٠١ ه ) وهي التي ننقل عنها مزاعمه في هذا الكتاب ، لأنه لا توجد لدينا نسخة من الطبعة الجديدة.