ويقول ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ص (١٠٣) من جزئه الثاني في ترجمة الإمام الصّادق عليهالسلام : ( إن ابن المديني سأل يحيى بن سعيد عنه عليهالسلام فقال : في نفسي منه شيء ، ومجالد أحبّ إليّ منه ).
هذا ما دعا البخاري على قول ابن تيمية أن يترك الإحتجاج بحديث الصّادق عليهالسلام ممن اشتهر بالكذب وأدرجه علماء أهل السّنة في عداد الضعفاء كما تجده في ص : (٤٠) و : (٤١) من تهذيب التهذيب من جزئه العاشر ، فإذا كان شيخ الحديث عند أهل السنّة والآخر شيخ إسلامهم وغيرهم من حفاظهم قد قدموا على صادق أهل البيت عليهمالسلام الخوارج والنواصب والمارقين المرتكبين الفجور والشاربين للخمور والقاتلين النفوس المحترمة من أعداء الوصيّ وأهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فكيف يزعم الآلوسي أنهم من أتباع الوصيّ وآل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إفكا وزورا.
فالشيعة يا هذا هم الّذين تمسّكوا بثقلي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ودخلوا من الباب الّذي أمروا بالدخول منه : باب مدينة علم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّ بن أبي طالب عليهالسلام الإمام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخذوا أحكام الشريعة من كتابها وسنّتها وأوصلوا فرعها بأصلها ، وركبوا سفينة نجاة الأمة من كلّ هلكة ، والتجئوا إلى أمانها ، وجاءوا من باب حطّتها ، واعتصموا بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها من هدى آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم يحرّمون حرامهم ويحللون حلالهم ، وينشرون أحكامهم ويبيّنون للملإ فضائلهم عليهمالسلام ويظهرون للناس ضلالة من خالفهم وكفر من جحد ولايتهم عليهمالسلام وآل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على الحقّ والهدى الّذي كان عليه جدّهم سيّد الأنبياء صلىاللهعليهوآلهوسلم وأعداؤهم على الضلال والعمى ، فكيف يجوز على شيعتهم وهم المتمسّكون بهم شيء مما ينسبه إليهم الخرّاصون ، ويقوله فيهم المبطلون الّذين يخلطون الضلال بالهدى ولا يميزون بين أهل الحقّ والباطل ، قاتل الله الحرص على الدنيا وقبّح الله التفاني في الخسائس والتهالك في الرذائل ، فبئس ما سوّلت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ، نبذوا حكم الله وراء ظهورهم طمعا في المال ، وحكموا بما تقتضيه رغبة ملوكهم وأمرائهم جشعا