مطلقة غير مشروطة كما ذكره العلاّمة قدسسره واستفاده من كلام الشيخ قدسسره سواء كان راويه عدلا في الرّواية ـ بالمعنى الّذي عرفته من كلام الشّيخ ـ أو ثقة ، ولو لم يكن إماميّ المذهب ـ على ما عرفت من عدم دوران الحجيّة مدار العدالة عند الشّيخ قدسسره بل تدور مدار الوثاقة ـ في كمال الجودة والاستقامة.
فإنّك قد عرفت : أنّ الشّيخ قدسسره جعل عملهم بالأخبار الموجودة في الكتب إجمالا ـ من حيث كشفه عن العنوان الّذي اعتقده ـ دليلا على حجيّة الخبر الجامع للعنوان الّذي ذكره من غير اعتبار أمر آخر ، ولذا لم يأخذه في عنوان مختاره كما صنعه المحقّق في « المعتبر » هذا.
(١٥٧) قوله قدسسره : ( ويمكن الجمع بينهما بوجه أحسن ... إلى آخره ). ( ج ١ / ٣٣١ )
أقول : ربّما يتوهّم من هذه العبارة كون ما أفاده سابقا من الجمع بين القول والعمل بما في الكتاب ، يرجع إلى الجمع بين قولي السيّد والشّيخ قدسسرهما في المسألة ، وهذا كما ترى توهّم فاسد ؛ ضرورة أنّ ما أفاده سابقا ـ من إرجاع قولهم في مقام الإنكار على العامل بالخبر المجرّد إلى ما لا ينافي اتّفاقهم في العمل بالخبر المجرّد في الجملة أو عملهم إلى ما لا ينافي قولهم ، على ما صنعه السيّد قدسسره ـ لا تعلّق له بالجمع بين كلامي السيّد والشّيخ قدسسرهما بل هو صريح في تصديق أحدهما وتكذيب الآخر على كلّ تقدير بحيث لا يمكن الجمع بينهما أصلا.
وهذا بخلاف الجمع الّذي ذكره أخيرا ، فإنّه يرجع إلى الجمع بين قوليهما في المسألة من غير أن يكون له نظر وتعلّق بالجمع بين إجماعي القولي الّذي ذكره