الرّد » (١) انتهى كلامه قدسسره في حاشية « الكتاب » في وجه التّأمل.
__________________
(١) لم ترد هذه الحاشية في طبعة مؤتمر تكريم الشيخ الأعظم قدسسره ، نعم ، وردت في الفرائد المحشّى بحاشية « رحمة الله قدسسره » ص ١١١ في أعلى الصفحة وعلّق عليها الملاّ رحمة الله قائلا :
أقول : ما ذكره قدسسره في وجه التأمّل وجه آخر في تضعيف الجواب عن دليل المستدل غير ما ذكره في المتن بقوله : « وفيه : أن التوقّف عن ترجيح الرّاجح أيضا قبيح ... ».
وفيما ذكره من وجه التأمّل ، تأمّل ؛ لأنّ الغرض مجهول غير معلوم فكيف يمكن الأخذ بما هو أقرب إليه؟ فلو كان الغرض هو الواقع فوجوب الترجيح متعيّن.
وعليه : يصحّ الحكم بقبح التوقف عن الترجيح ، ولو كان هو الواقع المعلوم وما في حكمه فالعمل بالأصول متعيّن في محلّ الكلام ، ولا قبح للتوقف عن الترجيح فمع كون الغرض مجهولا لم يدر الأمر بين ترجيح الرّاجح والمرجوح كيما يلزم الثاني على تقدير نفي الأوّل.
ولو عيّن الغرض بالظن ثم أخذ بما هو أقرب إليه فهو مصادرة.
فعلم ممّا ذكرنا : ان الجواب عن الدليل الثاني : بأن ذلك فرع وجوب الترجيح سليم لو لم يرد بأن التوقف عن ترجيح الراجح أيضا قبيح. ويمكن دفعه أيضا بأنّ التوقّف عن ترجيح الرّاجح بمعنى بناء العمل على طبق الراجح قبيح لو وجب الترجيح ، أمّا لو لم يجب الترجيح فلا قبح في التوقّف عنه أصلا ؛ لأنّه توقّف فيما لم يجب ، فلا معنى لقبحه.
اذا علمت ذلك فاعلم : ان القرص من الكلام هو ما كان صلابة مادّته وبساطة شكله وصقالة سطحه بحيث كلّما أردت أن تخدش موضعا منه لم ينخدش ، ولعمري إن هذا الجواب من مصاديقه. « رحمة الله »