رَجُلاً (١) ، فَأَقَرَّ بِذلِكَ ، وَذَكَرَ أَنَّهُ (٢) عَلى يَقِينٍ ، فَلَمْ يَلْبَثِ الرَّجُلُ (٣) أَنْ تُوُفِّيَ ، فَجَزِعَ أَهْلُهُ عَلَيْهِ جَزَعاً شَدِيداً.
قَالَ : فَغِبْتُ عَنْهُمْ ، ثُمَّ أَتَيْتُهُمْ بَعْدَ ذلِكَ (٤) ، فَرَأَيْتُ عَزَاءً (٥) حَسَناً ، فَقُلْتُ : كَيْفَ تَجِدُونَكُمْ (٦)؟ كَيْفَ عَزَاؤُكِ (٧) أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ؟ فَقَالَتْ (٨) : وَاللهِ ، لَقَدْ أُصِبْنَا بِمُصِيبَةٍ عَظِيمَةٍ بِوَفَاةِ فُلَانٍ رَحِمَهُ اللهُ ، وَكَانَ (٩) مِمَّا سَخَا بِنَفْسِي (١٠) لَرُؤْيَا رَأَيْتُهَا (١١) اللَّيْلَةَ ، فَقُلْتُ (١٢) : وَمَا تِلْكَ الرُّؤْيَا؟ قَالَتْ : رَأَيْتُ فُلَاناً ـ تَعْنِي (١٣) الْمَيِّتَ ـ حَيّاً سَلِيماً ، فَقُلْتُ : فُلَانٌ (١٤)؟ قَالَ (١٥) : نَعَمْ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَمَا (١٦) كُنْتَ مِتَّ (١٧)؟ فَقَالَ : بَلى ، وَلكِنْ نَجَوْتُ بِكَلِمَاتٍ لَقِّنِّيهَا (١٨) أَبُو بَكْرٍ ، وَ
__________________
(١) في « ظ ، غ ، ى ، بث ، بح ، بس ، جح ، جس ، جن » : « فرجلاً ». وفي التهذيب : « واحداً بعد واحد » بدل « رجلاًرجلاً ». وما أثبتناه موافق للوافي والمطبوع و « بخ ، بف ».
(٢) في حاشية « بخ » : + « منه ». (٣) في « ظ ، ى ، بث » : + « حتّى ».
(٤) في « بخ » : ـ « بعد ذلك ».
(٥) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والتهذيب. وفي المطبوع : « عراء ».
(٦) في حاشية « بث ، بخ » : « ترونكم ».
(٧) العَزاء : الصبر عن كلّ ما فقدتَ. وقيل : حسنه. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٥٢ ( عزا ).
(٨) في « بف » والوافي : « قالت ». (٩) في « ظ » : « فكان ».
(١٠) في التهذيب : + « له ». وفي اللغة : سَخِيتْ نفسي عن الشيء : إذا تركته. وسخّى نفسه عنه وبنفسه : تركه. وسخّيت نفسي عنه : تركته ولم تنازعني نفسي إليه. قال العلاّمة الفيض : « سخى بنفسي ، أي أسخى نفسي ببذل الروح ؛ يعني هوّن عليّ الموت » وقال العلاّمة المجلسي : « قولها : ممّا سخى بنفسي لرؤيا ، كأنّه بالبناء للمعلوم من باب منع وعلم ، أو على البناء للمجهول من باب التفعيل لمكان الباء ، واللام لام التأكيد ومدخوله خبر كان ، أي تلك الرؤيا جعلتني سخيّاً في هذه المصيبة ». راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٧٣ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٧٣ ( سخا ).
(١١) في « ظ » : + « في ».
(١٢) في حاشية « بخ » : + « له ».
(١٣) في « بح » : « يعني ».
(١٤) الظاهر أنّ « فلان » منصوب في كلام المجلسي وإن طبع مرفوعاً ؛ فإنّه خطأ مطبعي ؛ لانّه فسّره في مرآة العقول : « أي أجدك أو أظنّك أو أراك فلاناً ». وفي هامش المطبوع : « في بعض النسخ : فلاناً ».
(١٥) في « بخ ، بف » والوافي : « فقال ».
(١٦) في « بث » : « ما » بدون همزة الاستفهام.
(١٧) في التهذيب : « أكنت ميّتاً » بدل « أما كنت متّ ».
(١٨) في « ظ ، بس ، بف ، جح » والتهذيب : « لقّنيهنّ ». وفي « غ ، بح » : « لقّيتهنّ ». وفي الوافي : « لقّينهنّ ».