مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) (١) ».
قَالَ : « وَإِذَا (٢) كَانَ لِرَبِّهِ عَدُوّاً (٣) ، فَإِنَّهُ (٤) يَأْتِيهِ (٥) أَقْبَحُ مَنْ خَلَقَ اللهُ زِيّاً وَرُؤْياً ، وَأَنْتَنُهُ رِيحاً ، فَيَقُولُ لَهُ (٦) : أَبْشِرْ بِنُزُلٍ مِنْ حَمِيمٍ (٧) ، وَتَصْلِيَةِ جَحِيمٍ ، وَإِنَّهُ لَيَعْرِفُ غَاسِلَهُ ، وَيُنَاشِدُ حَمَلَتَهُ أَنْ يَحْبِسُوهُ ، فَإِذَا أُدْخِلَ (٨) الْقَبْرَ ، أَتَاهُ مُمْتَحِنَا الْقَبْرِ ، فَأَلْقَيَا عَنْهُ أَكْفَانَهُ ، ثُمَّ يَقُولَانِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي ، فَيَقُولَانِ : لَادَرَيْتَ ، وَلَاهَدَيْتَ ، فَيَضْرِبَانِ يَافُوخَهُ (٩) بِمِرْزَبَةٍ (١٠) مَعَهُمَا ضَرْبَةً مَا (١١) خَلَقَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْ دَابَّةٍ ، إِلاَّ وَتَذْعَرُ (١٢) لَهَا مَا خَلَا الثَّقَلَيْنِ ، ثُمَّ يَفْتَحَانِ (١٣) لَهُ بَاباً إِلَى النَّارِ ، ثُمَّ يَقُولَانِ لَهُ : نَمْ بِشَرِّ حَالٍ فِيهِ مِنَ الضَّيْقِ مِثْلُ مَا فِيهِ الْقَنَا (١٤) مِنَ
__________________
(١) الفرقان (٢٥) : ٢٤. و ( مَقِيلاً ) من القيلولة ، وهي عند العرب الاستراحة نصف النهار إذا اشتدّ الحرّ ، وان لم يكن مع ذلك نوم ، والدليل على ذلك أنّ الجنّة لانوم فيها. راجع : مجمع البيان ، ج ٧ ، ص ٢٩٢ ، ذيل الآية المذكورة.
(٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « وإن ».
(٣) في « بح » : « لعدوّاً ».
(٤) في « بخ » : ـ « فإنّه ».
(٥) في « بح » : + « من ».
(٦) في « ظ ، ى ، بس » وتفسير العيّاشي ، ص ٢٢٧ : ـ « له ».
(٧) النزل ما هُيِّئَ للضيف إذا نزل عليه. والحميم : ماء حارّ يستقى منه أهل النار. والتصلية : التلويح علي النار. انظر : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٥٨ ( نزل ) وج ١٢ ، ص ١٥٣ ( حمم ) ومجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٢٢٦ ( صلا ).
(٨) في « غ ، بث ، بف ، جس » وحاشية « بخ » : « فإذا دخل ».
(٩) « اليافوخ » : الموضع الذي يتحرّك من رأس الطفل إذا كان قريب عهد بالولادة ، وهو فراغ بين عظام جمجمتهفي مقدّمتها وأعلاها ، لايلبث أن تلتقي فيه العظام. راجع : مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ٢٠٢ ؛ الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٠٣.
(١٠) المِرْزَبَةُ ، بالتخفيف : عُصيّة من حديد ، والتي يكسر بها المَدَر ، أي الطين ، ولمطرقة الكبيرة التي تكون للحدّادين. ويقال لها أيضاً : الإرْزَبّة بالتشديد. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤١٦ ( رزب ).
(١١) في « بخ ، بف ، جس » : « فما ».
(١٢) في « ظ ، بح ، بس ، جح ، جن » : « يذعر ». و « الذُّعر » بالضمّ : الخوف ، وبالفتح : التخويف كالإذعار ، أي تفزع. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٦٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٥٩ ( ذعر ) والثقين : الجنّ والإنس.
(١٣) في « بخ » وتفسير العيّاشي ، ص ٢٢٧ : « يفتح ».
(١٤) « القنا » بالقصر ، جمع القناة ، وهي الرمح. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٣٨ ( قنا ).