فَقَالَ : « قَدْ سُئِلَ ، فَقَالَ : اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ » ثُمَّ قَالَ : « يَا زُرَارَةُ ، هَلْ تَدْرِي قَوْلَهُ (١) : اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ؟ » قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « لِلّهِ فِيهِمُ الْمَشِيئَةُ إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، جَمَعَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الْأَطْفَالَ ، وَالَّذِي مَاتَ مِنَ النَّاسِ فِي الْفَتْرَةِ (٢) ، وَالشَّيْخَ الْكَبِيرَ الَّذِي أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَهُوَ لَايَعْقِلُ ، وَالْأَصَمَّ ، وَالْأَبْكَمَ الَّذِي لَايَعْقِلُ ، وَالْمَجْنُونَ ، وَالْأَبْلَهَ الَّذِي لَايَعْقِلُ ، وَكُلُّ (٣) وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَحْتَجُّ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَيَبْعَثُ اللهُ إِلَيْهِمْ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، فَيُؤَجِّجُ لَهُمْ نَاراً (٤) ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ إِلَيْهِمْ مَلَكاً ، فَيَقُولُ لَهُمْ (٥) : إِنَّ رَبَّكُمْ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَثِبُوا فِيهَا (٦) ؛ فَمَنْ دَخَلَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْداً وَسَلَاماً ، وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ؛ وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا دَخَلَ النَّارَ ». (٧)
٤٧٣٣ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ رَفَعُوهُ :
أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْأَطْفَالِ؟
فَقَالَ : « إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَهُمُ اللهُ ، وَأَجَّجَ لَهُمْ (٨) نَاراً ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَطْرَحُوا أَنْفُسَهُمْ فِيهَا ؛ فَمَنْ كَانَ فِي عِلْمِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنَّهُ سَعِيدٌ ، رَمى بِنَفْسِهِ (٩) فِيهَا ، وَكَانَتْ عَلَيْهِ بَرْداً وَسَلَاماً ؛ وَمَنْ كَانَ فِي عِلْمِهِ (١٠) أَنَّهُ شَقِيٌّ ، امْتَنَعَ ، فَيَأْمُرُ اللهُ بِهِمْ إِلَى النَّارِ ،
__________________
(١) في « ى ، بث ، بخ ، بس ، جح » وحاشية « بح » : « قول ».
(٢) « الفترة » : ما بين الرسولين من رسل الله تعالى من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٠٨ ( فتر ).
(٣) في « بح ، بخ ، بس ، جح ، جس » والمعاني : « فكلّ ».
(٤) « فيؤجّج لهم ناراً » ، أي يلهبها ويُوقدها ويُشعلها. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ ( أجج ).
(٥) في الوافي : ـ « لهم ».
(٦) « أن تثبوا فيها » ، أي تطرحوا أنفسكم فيها. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٣١ ( وثب ).
(٧) معاني الأخبار ، ص ٤٠٧ ، ح ٨٦ ، بسنده عن حمّاد. التوحيد ، ص ٣٩٢ ، ح ٥ ، مع زيادة في أوّله ؛ وفيه ، ح ٣ ؛ الخصال ، ص ٢٨٣ ، باب الخمسة ، ح ٣١ ، وفي الثلاثة الأخيرة بسند آخر عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ؛ الفقيه ، ج ٣ ، ص ٤٩٢ ، ح ٤٧٤٢ ، معلّقاً عن حريز ، وفي الأربعة الأخيرة من قوله : « إذا كان يوم القيامة جمع الله عزّوجلّ الأطفال » وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٤٣ ، ح ٢٤٧٩٨ ؛ البحار ، ج ٥ ، ص ٢٩٠ ، ذيل ح ٣.
(٨) في « بس ، جس » والبحار : ـ « لهم ».
(٩) في البحار : « نفسه ».
(١٠) في « بث » : « علم الله ».