اعْبُدُوا اللهَ) ظرف لـ «أرسلنا» أي : أرسلناه حين كمل عقله وتمّ نظره ، بحيث عرف الحقّ وأمر الناس به. أو بدل الاشتمال إن قدّر بـ : اذكر ، فإنّ الأحيان تشتمل على ما فيها. (وَاتَّقُوهُ) عن معاصيه (ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ) ممّا أنتم عليه (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) الخير والشرّ ، وتميّزون ما هو خير ممّا هو شرّ. أو إن كنتم تنظرون في الأمور بنظر العلم دون نظر الجهل ، علمتم أنّه خير لكم.
(إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً) «ما» كافّة. والمعنى : إنّكم تعبدون أصناما من حجارة لا تضرّ ولا تنفع. (وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً) كذبا في تسميتها آلهة ، وادّعاء شفاعتها عند الله. أو تعلمونها وتنحتونها للإفك. وهو استدلال على شرارة ما هم عليه ، من حيث إنّه زور وباطل ، للإفك.
(إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً) هذا دليل ثان على شرارة ذلك ، من حيث إنّه لا يجدي بطائل. و «رزقا» يحتمل المصدر ، بمعنى : لا يستطيعون أن يرزقوكم رزقا. وأن يراد المرزوق. وتنكيره للتعميم ، أي : لا يملكون لكم شيئا من الرزق.
(فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ) كلّه ، فإنّه هو الرزّاق وحده لا يرزق غيره ، لأنّه المالك له دون غيره (وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ) متوسّلين إلى مطالبكم بعبادته ، مقيّدين لما حفّكم من النعم بشكره. أو مستعدّين للقائه بعبادته ، والشكر له على نعمه ، فإنّه (إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) إلى حكمه تصيرون يوم القيامة ، فيجازيكم على قدر أعمالكم.
(وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (١٨) أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ