(لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ) لا يقدر أحد أن يغيّره. أو ما ينبغي أن يغيّر. (ذلِكَ) إشارة إلى الدين المأمور بإقامة الوجه له (الدِّينُ الْقَيِّمُ) المستقيم الّذي لا عوج فيه (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) استقامته ، لعدم تدبّرهم ، وعدولهم عن النظر فيه.
(مُنِيبِينَ إِلَيْهِ) راجعين إليه ، أي : إلى كلّ ما أمر به. من : أناب إذا رجع مرّة بعد اخرى. وهو حال من الضمير في الناصب المقدّر لفطرة الله ، أعني : الزموا أو عليكم. أو من مفعول : فطر ، أي : خلقهم قابلين للتوحيد ودين الإسلام ، غير ناءين عنه ، ولا منكرين له ، لكونه مجاوبا للعقل ، كما مرّ آنفا. أو في «أقم» لأنّ المراد من خطاب الرسول جميع أمّته ، لقوله : (وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) غير أنّها صدرت بخطاب الرسول تعظيما له.
(مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ) بدل من المشركين. والمعنى : ولا تكونوا من الّذين جعلوا دينهم أديانا مختلفة ، لاختلاف أهوائهم الباطلة. وقرأ حمزة والكسائي : فارقوا ، بمعنى : تركوا دينهم الّذي أمروا به. (وَكانُوا شِيَعاً) فرقا ، كلّ واحدة تشايع إمامها الّذي أضلّ دينها (كُلُّ حِزْبٍ) منهم (بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) مسرورون بمذهبهم ، ظنّا بأنّه الحقّ. ويجوز أن يجعل «فرحون» صفة «كلّ» على أنّ الخبر (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا).
(وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٣٣) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٤) أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (٣٥) وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا