لا ، فإنّ «لا» عيّ (١) ولؤم.
وإذا تحيّرتم في الطريق فانزلوا. وإذا شككتم في القصد فقفوا وتآمروا. وإذا رأيتم شخصا واحدا فلا تسألوه عن طريقكم ، ولا تسترشدوه ، فإنّ الشخص الواحد في الفلاة مريب ، لعلّه يكون عين اللصوص ، أو يكون هو الشيطان الّذي حيّركم.
واحذروا الشخصين أيضا ، إلّا أن تروا مالا أرى ، فإنّ العاقل إذا أبصر بعينه شيئا عرف الحقّ منه ، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب.
يا بنيّ! إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخّرها لشيء ، صلّها واسترح منها ، فإنّها دين. وصلّ في جماعة ولو على رأس زجّ (٢).
ولا تنامنّ على دابّتك ، فإنّ ذلك سريع في دبرها (٣). وليس ذلك من فعل الحكماء ، إلّا أن تكون في محمل يمكنك التمدّد لاسترخاء المفاصل.
وإذا قربت من المنزل فانزل عن دابّتك ، وابدأ بعلفها قبل نفسك ، فإنّها نفسك (٤).
وإذا أردتم النزول فعليكم من بقاع الأرض بأحسنها لونا ، وألينها تربة ، وأكثرها عشبا. وإذا نزلت فصلّ ركعتين قبل أن تجلس.
وإذا أردت قضاء حاجتك فأبعد المذهب في الأرض. وإذا ارتحلت فصلّ ركعتين ، ثمّ ودّع الأرض الّتي حللت بها ، وسلّم على أهلها ، فإنّ لكلّ بقعة أهلا من الملائكة. وإن استطعت أن لا تأكل طعاما حتّى تبتدئ فتصدّق منه فافعل.
وعليك بقراءة كتاب الله ما دمت راكبا. وعليك بالتسبيح ما دمت عاملا عملا.
__________________
(١) العيّ : العجز والجهل.
(٢) الزجّ : الحديدة التي في أسفل الرمح.
(٣) دبر البعير دبرا : أصابته الدبرة. وهي قرحة الدابّة تحدث من الرّحل ونحوه.
(٤) لعلّ الكلمة محرّكة ، أي : نفسك ، من النفس بمعنى السعة والعيش والفسحة.