فيغتبطون بمكانهم ، ويتبجّحون (١) بأنّهم المحشورون إليها.
(وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ) أظهرت وكشفت للأشقياء ، فيرونها مكشوفة ، ويتحسّرون على أنّهم المسوقون إليها ، فيجمع عليهم الغموم كلّها والحسرات. وفي اختلاف الفعلين ترجيح لجانب الوعد.
(وَقِيلَ لَهُمْ) في ذلك اليوم على وجه التوبيخ على إشراكهم (أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللهِ) أين آلهتكم الّذين تزعمون أنّهم شفعاؤكم؟ (هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ) بدفع العذاب عنكم (أَوْ يَنْتَصِرُونَ) بدفعه عن أنفسهم ، لأنّهم وآلهتهم يدخلون النار ، كما قال : (فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ) أي : طرحت فيها الآلهة وعبدتهم. والكبكبة : تكرير الكبّ لتكرير معناه ، كأنّ من ألقي في النار يكبّ مرّة بعد اخرى حتّى يستقرّ في قعرها.
(وَجُنُودُ إِبْلِيسَ) وكبكب معهم متّبعوه من عصاة الثقلين أو شياطينه (أَجْمَعُونَ) تأكيد للجنود ، أو للضمير وما عطف عليه.
(قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ * تَاللهِ إِنْ كُنَّا) مخفّفة عن الثقيلة ، أي : إنّا كنّا (لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) على أنّ الله ينطق الأصنام فتخاصم العبدة. ويؤيّده الخطاب في قوله تعالى : (إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ) أي : في استحقاق العبادة.
ويجوز أن تكون الضمائر للعبدة كما في «قالوا». والخطاب للمبالغة في التحسّر والندامة. والمعنى : أنّهم مع تخاصمهم في مبدأ ضلالهم ، معترفون بانهماكهم في الضلالة ، متحسّرون عليها.
(وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ) وهم رؤساؤهم وكبراؤهم الّذين اقتدوا بهم.
(فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ) كما نرى المؤمنين لهم شفعاء من الملائكة والنبيّين. يعني : ما لنا شفيع من الأباعد.
__________________
(١) أي : يتفاخرون.