«ليت» لتلاقيهما في معنى التقدير. أو شرط حذف جوابه. (فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) جواب التمنّي. أو عطف على «كرّة» أي : لو أنّ لنا أن نكرّ فنكون من المؤمنين لفعلنا كذا وكذا.
(إِنَّ فِي ذلِكَ) فيما ذكر من قصّة إبراهيم عليهالسلام (لَآيَةً) لحجّة وعظة لمن أراد أن يستبصر بها ويعتبر ، فإنّها جاءت على أنظم ترتيب وأحسن تقرير ، يتفطّن المتأمّل فيها لغزارة علمه ، لما فيها من الإشارة إلى أصول العلوم الدينيّة ، والتنبيه على دلائلها ، وحسن دعوته للقوم ، وحسن مخالقته معهم ، وكمال إشفاقه عليهم.
وتصوّر الأمر في نفسه ، وإطلاق الوعد والوعيد على سبيل الحكاية تعريضا وإيقاظا لهم ، ليكون أدعى لهم إلى الاستماع والقبول.
(وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ) أكثر قومه (مُؤْمِنِينَ) به.
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ) القادر على تعجيل الانتقام (الرَّحِيمُ) بالإمهال ، لكي يؤمنوا هم أو أحد من ذرّيّتهم.
(كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (١٠٥) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٠٦) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٠٧) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٠٨) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٠٩) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١١٠) قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (١١١) قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١١٢) إِنْ حِسابُهُمْ إِلاَّ عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (١١٣) وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (١١٤) إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (١١٥) قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا