(بَشِيراً) للمطيعين بالجنّة (وَنَذِيراً) للعاصين بالنّار (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) رسالتك العامّة ، لإعراضهم عن النظر في معجزتك ، لفرط عنادهم ولجاجهم ، فيحملهم جهلهم على مخالفتك.
(وَيَقُولُونَ) من فرط جهلهم وعنادهم (مَتى هذَا الْوَعْدُ) يعنون المبشّر به والمنذر عنه. أو الموعود بقوله : (يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا). (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) يخاطبون به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والمؤمنين.
(قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ) وعد يوم ، أو زمان وعد. وإضافته إلى اليوم للتبيين ، كما تقول : سحق (١) ثوب ، وبعير سانية. (لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ) أي : ليوم يفاجئكم ، فلا تستطيعون تأخّرا عنه ولا تقدّما عليه. وهو جواب تهديد جاء مطابقا لما قصدوه بسؤالهم ، من التعنّت والإنكار ، لا الاسترشاد.
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (٣١) قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (٣٢) وَقالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ إِذْ تَأْمُرُونَنا أَنْ نَكْفُرَ بِاللهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا
__________________
(١) السحق : الثوب البالي. والسانية : الناقة يستقى عليها من البئر.