الأوزار غيرها (إِلى حِمْلِها) إلى أن يتحمّل عنها بعض أوزارها (لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ) لم تجب لحمل شيء منه ، ولم تغث ، فلم يحمل غيرها شيئا من ذلك الحمل (وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) ولو كان المدعوّ ذا قرابتها ، من أب أو ولد أو أخ. فأضمر المدعوّ لدلالة «إن تدع» عليه.
ولمّا غضب الله تعالى عليهم في قوله : (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ) أتبعه الإنذار بيوم القيامة وذكر أهوالها ، فقال :
(إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ) غائبين عن عذابه ، أو عن الناس في خلواتهم. أو يخشون عذابه غائبا عنهم ، أي : إنّ إنذارك لا ينفع إلّا الّذين يخشون ربّهم بالغيب.
(وَأَقامُوا الصَّلاةَ) أي : أداموها وقاموا بشرائطها ، فإنّهم المنتفعون بالإنذار لا غير. وإنّما عطف الماضي على المستقبل ، إشعارا باختلاف المعنى ، لأنّ الخشية لازمة في كلّ وقت ، والصلاة لها أوقات مخصوصة.
(وَمَنْ تَزَكَّى) ومن تطهّر بفعل الطاعات من دنس المعاصي (فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ) إذ نفعه لها. وهو اعتراض مؤكّد لخشيتهم وإقامتهم الصلاة ، لأنّهما من جملة التزكّي. (وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) فيجازيهم على تزكّيهم.
(وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ (١٩) وَلا الظُّلُماتُ وَلا النُّورُ (٢٠) وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ (٢١) وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلا الْأَمْواتُ إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٢٢) إِنْ أَنْتَ إِلاَّ نَذِيرٌ (٢٣) إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيها نَذِيرٌ (٢٤) وَإِنْ