فأولئك يحاسبون حسابا يسيرا. وأمّا الّذين ظلموا أنفسهم ، فأولئك يحبسون في طول المحشر ، ثمّ يتلقّاهم الله برحمته».
وقيل : الظالم : الكافر ، على أنّ الضمير للعباد. وعند أكثر المفسّرين الضمير يعود إلى المصطفين من العباد. ثمّ اختلف في أحوال الفرق الثلاث على قولين : أحدهما : أنّ جميعهم ناج.
ويؤيّد ذلك ما ورد في الحديث عن أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول في الآية : «أمّا السابق فيدخل الجنّة بغير حساب. وأمّا المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا. وأمّا الظالم لنفسه ، فيحبس في المقام ، ثمّ يدخل الجنّة. فهم الّذين قالوا : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) (١)».
وعن عائشة : أنّها قالت : كلّهم في الجنّة. أمّا السابق : فمن مضى على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وشهد له رسول الله بالجنّة. وأمّا المقتصد : فمن اتّبع أثره من أصحابه حتّى لحق به. وأمّا الظّالم : فمثلي ومثلكم.
وروي عنها أيضا قالت : السابق : الّذي أسلم قبل الهجرة. والمقتصد : الّذي أسلم بعد الهجرة. والظالم : نحن.
وقيل : إنّ الظالم من كان ظاهره خيرا من باطنه. والمقتصد : الّذي أسلم بعد الهجرة. والظالم : نحن.
وقيل : إنّ الظالم من كان ظاهره خيرا من باطنه. والمقتصد : الّذي يستوي ظاهره وباطنه. والسابق : الّذي باطنه خير من ظاهره.
وقيل : منهم ظالم لنفسه بالصغائر ، ومنهم مقتصد في الطاعات في الدرجات الوسطى ، ومنهم سابق بالخيرات في الدرجة العليا.
وروى أصحابنا عن ميسر بن عبد العزيز ، عن جعفر الصادق عليهالسلام أنّه قال : «الظالم لنفسه منّا من لا يعرف حقّ الإمام. والمقتصد منّا العارف بحقّ الإمام.
والسابق بالخيرات هو الامام. وهؤلاء كلّهم مغفور لهم».
__________________
(١) فاطر : ٣٤.