في العلم. وفي هذا دليل على عظم المعصية.
(رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ) أي : من سوء عملهم ووخامة عاقبته من نزول العذاب.
(فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ) أهل بيته والمتّبعين له على دينه ، عن العقاب الأليم ، بإخراجهم من بينهم وقت حلول العذاب بهم.
(إِلَّا عَجُوزاً) هي امرأة لوط (فِي الْغابِرِينَ) أي : مقدّرة مفروضة في الباقين في العذاب ، إذ أصابها حجر في الطريق فأهلكها ، لأنّها كانت مائلة إلى القوم ، راضية بفعلهم ، دالّة أهل الفساد على أضيافه. وقيل : كائنة فيمن بقي في القرية ، فإنّها لم تخرج مع لوط.
(ثُمَّ دَمَّرْنَا) أهلكنا (الْآخَرِينَ) بانقلاب بلادهم عليهم (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً) قيل : أمطر الله حجارة على قومه الّذين لم يكونوا في بلادهم ، بل كانوا خارجين منها ، غائبين عنها حين انقلبت البلاد على أهل بلده فأهلكتهم. وعن ابن زيد : لم يرض الله بانقلاب بلدهم حتّى أتبعه مطرا من حجارة.
(فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ) بئس واشتدّ مطر الكافرين. ولا يجوز أن يكون اللام للعهد الدّال على قوم بأعيانهم ، بل إنّما هو للجنس ، ليصحّ وقوع المضاف إليه فاعل «ساء». والمخصوص بالذمّ محذوف ، وهو : مطرهم.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).
(كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (١٧٦) إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٧٧) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٧٨) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٧٩) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٨٠) أَوْفُوا