طبّ (١). وقال في وصف النوم :
ولذّ كطعم الصّرخديّ تركته |
|
بأرض العدى من خشية الحدثان (٢) |
(لا فِيها غَوْلٌ) غائلة ، كالخمار (٣) والمرارة ، كما في خمر الدنيا. من : غاله يغوله إذا أفسده. ومنه الغول في تكاذيب العرب. وفي أمثالهم : الغضب غول الحلم.
(وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ) يسكرون. من : نزف الشارب إذا ذهب عقله. ويقال للسكران : نزيف ومنزوف. أفرده بالنفي ، وعطفه على ما يعمّه ، لأنّه من عظم فساده كأنّه جنس برأسه.
وقرأ حمزة والكسائي بكسر الزاي ، وتابعهما عاصم على البناء للفاعل في الواقعة (٤). من : أنزف الشارب ، إذا نفد عقله أو شرابه. ومعناه : صار ذا نزف. وأصله للنفاد. يقال : نزف المطعون إذا خرج دمه كلّه. ونزحت البركة حتّى نزفتها ، إذا لم تترك فيها ماء.
وعن ابن عبّاس : معناه : ولا هم فيها يبولون. ثمّ قال : وفي الخمر أربع خصال : السكر ، والصداع ، والقيء ، والبول. فنزّه الله سبحانه خمر الجنّة عن هذه الخصال.
(وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ) قصرن أبصارهنّ على أزواجهنّ ، فلا يرون غيرهم بسبب حبّهنّ إيّاهم. وقيل : لا يفتحن أعينهنّ دلالا وغنجا (عِينٌ) واسعات العيون. جمع عيناء. (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ) شبّههنّ ببيض النعام ـ الّذي تكنّه
__________________
(١) أي : عالم حاذق ماهر بعمله.
(٢) يقول : وربّ شيء لذيذ ـ يعني : النوم ـ طعمه كطعم الشراب الطيّب ، تركته بأرض الأعداء خوف نزول المكاره بي. والصرخد : موضع من الشام ينسب إليه الشراب.
(٣) الخمار : ألم الخمر وصداعها. والمرارة مصدر : مرّ ، أي : صار مرّا.
(٤) الواقعة : ١٩.