الانحطاط مثلا في التواضع ولين الجانب.
و «من» للتبيين ، لأنّ من اتّبع أعمّ ممّن اتّبع لدين أو غيره. أو للتبعيض ، على أنّ المراد من المؤمنين المشارفون للإيمان ، أو المصدّقون باللسان ، فإنّ المؤمنين المصدّقين بألسنتهم صنفان : صنف صدّق واتّبع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما جاء به ، وصنف ما وجد منه إلّا التصديق فحسب ، وهم المنافقون والفاسقون ، وهما لا يخفض لهما الجناح.
(فَإِنْ عَصَوْكَ) ولم يتّبعوك فيما تدعوهم إليه (فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ) ممّا تعملونه. أو من أعمالكم القبيحة ، من الشرك وغيره.
(وَتَوَكَّلْ) وفوّض أمرك (عَلَى الْعَزِيزِ) الّذي يقدر على قهر أعدائه (الرَّحِيمِ) الّذي يقدر على نصر أوليائه ، يكفك شرّ من يعصيك منهم ومن غيرهم. والتوكّل : عبارة عن تفويض الرجل أمره إلى من يملك أمره ، ويقدر على نفعه وضرّه.
وقرأ نافع وابن عامر : فتوكّل ، على الإبدال من جواب الشرط.
(الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ) إلى التهجّد. أو إلى الصلاة بالناس جماعة. أو تقوم للإنذار وأداء الرسالة. (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) في المصلّين ، وتردّدك في تصفّح أحوال المتهجّدين. كما روي : أنّه لمّا نسخ فرض قيام الليل ، طاف صلىاللهعليهوآلهوسلم تلك الليلة ببيوت أصحابه لينظر ما يصنعون ، حرصا على كثرة طاعاتهم ، فوجدها كبيوت الزنابير لمّا سمع منها من دندنتهم (١) بذكر الله وتلاوة القرآن.
وقيل : معناه : تصرّفك فيما بين المصلّين بالقيام والركوع والسجود إذا أممتهم.
__________________
(١) دندن الرجل : نغّم ولم يفهم منه كلام.