ورهطي ، وإنّ الله لم يبعث نبيّا إلّا جعل له أخا ووزيرا ووارثا ووصيّا وخليفة في أهله ، فأيّكم يقوم فيبايعني على أنّه أخي ووارثي ووزيري ووصيّي ، ويكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي؟ فسكت القوم. فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ليقومنّ قائمكم ، أو ليكوننّ في غيركم ثمّ لتندمنّ.
ثمّ أعاد الكلام ثلاث مرّات. فقام عليّ عليهالسلام فبايعه وأجابه. ثمّ قال : ادن منّي.
فدنا منه ، ففتح فاه ومجّ (١) في فيه من ريقه ، وتفل بين كتفيه وثدييه.
فقال أبو لهب : بئس ما حبوت به ابن عمّك أن أجابك ، فملأت فاه ووجهه بزاقا.
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ملأته حكمة وعلما.
وعن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت الآية صعد رسول الله على الصفا ، فقال : يا صباحاه. فاجتمعت إليه قريش ، فقالوا : مالك؟ قال : أرأيتكم إن أخبرتكم أنّ العدوّ مصبحكم أو ممسيكم ، ما كنتم تصدّقونني؟ قالوا : بلى. قال : فإنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد. قال أبو لهب : تبّا لك ألهذا دعوتنا جميعا؟ فأنزل الله عزوجل (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) إلى آخر السورة.
وروي : أنّه لمّا نزلت صعد الصفا وناداهم فخذا فخذا حتّى اجتمعوا إليه ، فقال : «لو أخبرتكم أنّ بسفح هذا الجبل خيلا أكنتم مصدّقيّ؟ قالوا : نعم. قال : فإنّي لكم نذير بين يدي عذاب شديد».
(وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ليّن جانبك لهم. وهذا مستعار من : خفض الطائر إذا أراد أن ينحطّ ، فإنّ الطائر إذا أراد أن ينحطّ كسر جناحه وخفضه ، وإذا أراد أن ينهض للطيران رفع جناحه. فجعل خفض جناحه عند
__________________
(١) أي : رمى وقذف.