وعلى تقدير صدورها عن الإمام عليهالسلام ، منزّلة على بعض الوجوه المخالفة للظاهر.
وكيف كان ، فربما يظهر من غير واحد من الأخبار : كراهة استصحابه عند التخلّي مطلقا ، بل وكذا استصحاب خاتم عليه شيء من القرآن.
مثل : رواية علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام ، قال : سألته عن الرجل يجامع ويدخل الكنيف وعليه الخاتم فيه ذكر الله أو الشيء من القرآن أيصلح ذلك؟ قال : «لا» (١).
وفي رواية أبي أيّوب : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أدخل الخلاء وفي يدي خاتم فيه اسم الله تعالى ، قال : «لا ، ولا تجامع فيه» (٢).
ويمكن الجمع بينهما : بتنزيل إطلاق مثل هاتين الروايتين على ما كان متعارفا في تلك الأزمنة من التختّم باليسار ، كما تشهد بهذا الجمع : رواية الحسين بن خالد عن أبي الحسن الثاني عليهالسلام ، قال : قلت له : إنّا روينا في الحديث أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يستنجي وخاتمه في إصبعه وكذلك كان يفعل أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكان نقش خاتم رسول الله :محمّد رسول الله ، قال : «صدقوا» قلت : فينبغي لنا أن نفعل ، قال : «إنّ أولئك كانوا يتختّمون في اليد اليمنى ، وأنتم تتختّمون في اليسرى» (٣).
__________________
(١) قرب الاسناد : ٢٩٣ ـ ١١٥٧ ، الوسائل ، الباب ١٧ من أبواب أحكام الخلوة ، الحديث ١٠.
(٢) الكافي ٣ : ٥٦ ـ ٨ ، الوسائل ، الباب ١٧ من أبواب أحكام الخلوة ، الحديث ١.
(٣) الكافي ٦ : ٤٧٤ ـ ٨ ، الوسائل ، الباب ١٧ من أبواب أحكام الخلوة ، الحديث ٣.