وفي صحيحته الأخرى مضمرة اعتبر استيلاء النوم على القلب والحاسّتين.
قال : قلت له : الرجل ينام وهو على وضوء أتوجب الخفقة والخفقتان عليه الوضوء؟ فقال : «يا زرارة قد تنام العين ولا ينام القلب والاذن ، وإذا نامت العين والاذن والقلب وجب الوضوء» (١).
وفي موثّقة ابن بكير عن أبي عبد الله عليهالسلام ، الواردة في تفسير قوله تعالى (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ) (٢) بالقيام من النوم اعتبر غلبة النوم على السمع.
قال : قلت : ينقض النوم الوضوء؟ فقال : «نعم إذا كان يغلب على السمع ولا يسمع» (٣).
والظاهر أنّ تخصيص السمع بالذكر في هذه الرواية ، للملازمة العاديّة بين ذهاب العقل وعدم السماع ، فلا منافاة بينها وبين الروايات السابقة ، كما أنّه لا منافاة بينها وبين ما قيّد النوم الناقض بكونه (الغالب على الحاسّتين) : السمع والبصر : كخبر سعد عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «أذنان وعينان ، تنام العينان ولا تنام الأذنان وذلك لا ينقض الوضوء ، فإذا نامت العينان والأذنان
__________________
(١) التهذيب ١ : ٨ ـ ١١ ، الوسائل ، الباب ١ من أبواب نواقض الوضوء ، الحديث ١.
(٢) سورة المائدة ٥ : ٦.
(٣) التهذيب ١ : ٧ ـ ٩ ، الإستبصار ١ : ٨٠ ـ ٢٥١ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب نواقض الوضوء ، الحديث ٧.