عدم كونه حراما شرعيّا بحيث يعاقب عليه من حيث هو في غير العبادات ، وأمّا فيها فخطره أعظم ، ومفسدته أشدّ ، لمنافاته للخضوع والخشوع والتذلّل لله تعالى ، التي هي غاية أمر العباد بالعبادات ، ومزاحمته للفوز إلى مقام العبودية لله تعالى ، التي هي غاية الغايات ، واستلزامه المناقشة في الحساب ، التي لا يسلم منها أحد ، كما يشهد بها الاعتبار ، وتستشمّ من بعض الأخبار.
مضافا إلى ما ورد في غير واحد من الأخبار من ذمّه ، ولذا وقع الكلام فيه فيما يتعلّق منه بالعبادات في مقامين : أحدهما : في حرمته شرعا ، والآخر : في بطلان العبادة به.
وقد ظهر لك ممّا تقدّم : أنّ العجب في العبادة عبارة عن إعظام العبادة ، وأمّا رؤية الإنسان نفسه عظيمة فهي كبر متولّد من العجب.
فما ذكره بعض السادة المعاصرين من أنّ العجب بالعبادة : أن يجد العامل نفسه عظيمة بسبب عمله مبتهجة به خارجة من حدّ التقصير لا الابتهاج بتوفيق الله تعالى وتأييده للعمل ، لا يخلو عن مسامحة.
نعم ، لا يبعد دعوى أنّ إعظام النفس بالعمل أيضا من مصاديق العجب بنحو من الاعتبار ، لا أنّ العجب منحصر فيه ، كما هو ظاهر التعريف.
ثم إنّه لو انضمّ إلى عجبه بالعمل المنّة على الله تعالى ، أو تعجّب من تأخير أجابه الله دعاءه وتوقّع منه تعالى سرعة الاستجابة ، سمّي ذلك منه إدلالا ، على ما شهد به البعض المتقدّم ذكره في ذيل عبارته