ما كان منهنّ في وقتها ، وما فات وقتها فلا إعادة عليك لها من قبل أنّ الرجل إذا كان ثوبه نجسا لم يعد الصلاة إلّا ما كان في وقت ، وإن كان جنبا أو صلّى على غير وضوء فعليه إعادة الصلوات المكتوبات اللّواتي فاتته ، لأنّ الثوب خلاف الجسد ، فاعمل على ذلك إن شاء الله» (١).
ونوقش فيه : بجهالة السائل والمسؤول عنه ، واضطراب متن الرواية وإجمالها.
وأجيب : بأنّ جهالة السائل غير مضرّة بعد أنّ عليّ بن مهزيار الثقة قرأ المكتوب ونقله.
وأمّا المسؤول عنه : فالظاهر أنّه الإمام عليهالسلام ، لأنّ مثل عليّ بن مهزيار مع جلالة شأنه لا ينسب مثل هذه العبارة إلى غير الإمام عليهالسلام ، بل ولا يعتمد على غيره.
وأمّا اضطراب المتن : فهو غير مخلّ بالاستدلال ، إذ لا تشويش في مورد الاستشهاد ، وهو قوله عليهالسلام : «من قبل أنّ الرجل» الحديث.
أقول : ليت شعري ما لم يعلم حال السائل وأنّه ممّن لا يسأل إلّا عن الإمام عليهالسلام من أين يستظهر أنّ المسؤول عنه هو الإمام لا غيره من فقهاء العامّة أو الخاصّة ممّن يستفتي عنه؟ وكون عليّ بن مهزيار جليل الشأن لا ينافي نقله حكاية صادرة عن شخص في قضيّة خاصّة.
نعم ، لو علم اعتماد عليّ بن مهزيار على هذه الرواية وعمله بها ، كشف ذلك عن أنّ مقصوده الإمام عليهالسلام ، لكن من أين نعلم ذلك؟ غير أنّا نجد الرواية
__________________
(١) التهذيب ١ : ٤٢٦ ـ ٤٢٧ / ١٣٥٥ ، الإستبصار ١ : ١٨٤ / ٦٤٣ ، الوسائل ، الباب ٤٢ من أبواب النجاسات ، ح ١.