المشعب (١) من ماء المطر كذلك. أي كالجاري. والمشعب ـ كما في المجمع (٢) ـ :الطريق.
وهذه العبارة كما تراها عين ما نبّهنا عليه ، ولا منافاة بينها وبين مطهّريّة ماء المطر حال نزوله على الإطلاق.
نعم ، ربما يستشعر ذلك من العبارة المحكيّة عن الشيخ لكن لا على وجه يصحّ الاستناد إليه.
قال في التهذيب والاستبصار ـ على ما حكاه في المدارك (٣) ـ : ماء المطر إذا جرى من الميزاب فحكمه حكم الجاري (٤) ، مستشهدا عليه بخبر هشام بن الحكم ، المتقدّم (٥) الوارد في ميزابين سالا ، أحدهما بول ، إلى آخره.
وأمّا عبارة ابن سعيد فلم أظفر بنقلها تفصيلا فيما حضرني من الكتب.
وكيف كان فإن أرادوا بقولهم ما بيّنّاه ، فنعم الوفاق ، وإلّا فقد تبيّن ضعفه بما لا مزيد عليه.
ويتلوه في الضعف ما عن المحقّق الأردبيلي رحمهالله من اشتراط الجريان التقديري (٦) ، كما تقدّمت الإشارة إلى وجهه مع ما فيه من النظر آنفا.
وربما يستدلّ للقول باشتراط الجريان ـ مضافا إلى الأخبار التي تقدّمت الإشارة إليها وإلى توجيهها ـ بخبر عليّ بن جعفر ـ المرويّ عن كتابه ـ عن أخيه
__________________
(١) في المصدر : «المثعب» بالثاء المثلّثة. والثعب : مسيل الوادي. لسان العرب ١ : ٢٣٦ «ثعب».
(٢) مجمع البحرين ٢ : ٩٠ «شعب».
(٣) مدارك الأحكام ٢ : ٣٧٦.
(٤) التهذيب ١ : ٤١١ ، ذيل ح ١٢٩٦ ، ولم نجده في الاستبصار ، بل في المبسوط ١ : ٦.
(٥) في ص ٣٣٩.
(٦) كما في جواهر الكلام ٦ : ٣١٣ ، وانظر : مجمع الفائدة والبرهان ١ : ٢٥٦.