درهم وثلث ـ : وبعضهم يقولون : دون الدرهم البغليّ ، وهو منسوب إلى مدينة قديمة يقال لها : «بغل» قريبة من «بابل» بينها وبينها قريب من فرسخ ، متّصلة ببلدة «الجامعين» تجد فيها الحفرة والغسالون (١) دراهم واسعة شاهدت درهما من تلك الدراهم ، وهذا الدرهم أوسع من الدينار المضروب بمدينة السلام ، المعتاد تقرب سعته من سعة أخمص الراحة.
وقال (٢) بعض من عاصرته ممّن له علم بأخبار الناس والأنساب : إنّ المدينة والدراهم منسوبة إلى ابن أبي البغل رجل من كبار أهل الكوفة اتّخذ هذا الموضع قديما ، وضرب هذا الدرهم الواسع ، فنسب إليه الدرهم البغليّ.
وهذا غير صحيح ، لأنّ الدراهم البغليّة كانت في زمن الرسول صلىاللهعليهوآله قبل الكوفة (٣). انتهى.
وقوله : «بعضهم يقولون» إلى آخره ، على الظاهر لبيان مجرّد اختلاف التعبير ، لا المخالفة في الرأي ، وإلّا لبيّن ما فيه من الضعف الموجب لاختياره القول الآخر.
وكيف كان فإن اتّحد الدرهم الوافي والبغلي معنى ـ كما هو الظاهر ـ فلا بحث ، وإلّا فالأظهر هو العفو عمّا دون الدرهم الوافي ، كما وقع التصريح به في الفقه الرضوي (٤) ومعاقد الإجماعات المتقدّمة المعتضدة بشهرته بين القدماء ،
__________________
(١) كذا في النسخ الخطّيّة والحجريّة والمصدر والحدائق. وفي الجواهر : «والنبّاشون» بدل «والغسالون». وفي كتاب الطهارة ـ للشيخ الأنصاري ـ : ٣٧٤ : «والغسالون والنبّاشون».
(٢) في «ض ١٠» والطبعة الحجريّة : «وقال لي».
(٣) حكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٥ : ٣٢٩ ، وصاحب الجواهر فيها ٦ : ١١٥ ـ ١١٦ ، وانظر : السرائر ١ : ١٧٧.
(٤) راجع ص ٧١.