والظاهر اتّحاد المراد بالعبارتين ، كما هو قضيّة الجمع بين الإجماع المتقدّم المحكيّ عن الانتصار والخلاف والغنية وبين نسبة البغليّ في كشف الحقّ إلى مذهب الإماميّة.
ويشهد له أيضا تصريح غير واحد بذلك : فعن المصنّف في المعتبر : والدرهم هو الوافي الذي وزنه درهم وثلث ، ويسمّى البغليّ نسبة إلى قرية بالجامعين (١).
وعن الشهيد في الذكرى أنّه قال : إنّ الدرهم الوافي هو البغليّ بإسكان الغين ، منسوب إلى رأس البغل ، ضربه الثاني في خلافته بسكّة كسرويّة وزنه ثمانية دوانيق ، والبغليّة تسمّى قبل الإسلام بالكسرويّة ، فحدث لها هذا الاسم في الإسلام ، والوزن بحاله ، وجرت في المعاملة مع الطبريّة ، وهي أربعة دوانيق ، فلمّا كان زمان عبد الملك جمع بينهما واتّخذ درهما منهما واستقرّ أمر الإسلام على ستّة دوانيق ، وهذه التسمية ذكرها ابن دريد.
وقيل : منسوب إلى «بغل» قرية بالجامعين كان يوجد فيها دراهم تقرب سعتها من أخمص الراحة ، لتقدّم الدراهم على الإسلام.
قلنا : لا ريب في تقدّمها وإنّما التسمية حادثة ، فالرجوع إلى المنقول أولى (٢). انتهى.
ولعلّ مراده بالقول الذي أشار إليه في ذيل كلامه ما ذكره الحلّي في السرائر حيث قال ـ بعد أن أفتى بالعفو عمّا دون الدرهم الوافي الذي هو المضروب من
__________________
(١) حكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٥ : ٣٢٩ ، وانظر : المعتبر ١ : ٤٢٩ ـ ٤٣٠.
(٢) حكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٥ : ٣٢٩ ـ ٣٣٠ ، وانظر : الذكرى ١ : ١٣٦.