أو يكون المنصوب خبر «ما» ، نحو : «ما زيد إيّاك» ، أو يكون العامل فيه مصدرا مضافا إلى الفاعل ، نحو : «عجبت من ضرب زيد إيّاك» ، أو يكون مفعولا ثانيا أو ثالثا لباب «أعلمت». فهذه الأماكن لا يكون فيها إلّا منفصلا.
والمواضع التي يجوز فيها الاتّصال والانفصال هو أن يكون الضمير مفعولا ثانيا لباب «أعطيت» ، والاتّصال فيه أحسن من الانفصال ، أو يكون مفعولا ثانيا لباب «ظننت» ، أو ثالثا لباب «أعلمت» ، أو خبرا لـ «كان» ، أو مصدرا مضافا إلى مضمر فاعل ، نحو قولك : «زيد عجبت من ضربكه ومن ضربك إيّاه».
والانفصال في جميع هذا أحسن من الاتصال لعلّة استحكامها في الضمائر. فمثال فصله في باب «كان» قول الشاعر [من مجزوء الرمل] :
ليت هذا الليل شهر |
|
لا نرى فيه عريبا |
ليس إيّاي وإيّاك |
|
ولا نخشى رقيبا (١) |
وكذلك أيضا قول عمر بن أبي ربيعة [من الطويل] :
لئن كان إيّاه لقد حال دوننا |
|
عن العهد والإنسان قد يتغيّر (٢) |
ومثال اتّصاله قول الشاعر [من الرجز] :
٤٦٠ ـ [عددت قومي كعديد الطيس] |
|
قد ذهب القوم الكرام ليسي |
__________________
(١) تقدم بالرقم ٢٦٢.
(٢) تقدم بالرقم ٢٦٣.
٤٦٠ ـ التخريج : الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص ١٧٥ ؛ وخزانة الأدب ٥ / ٣٢٤ ، ٣٢٥ ؛ والدرر ١ / ٢٠٤ ؛ وشرح التصريح ١ / ١١٠ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٤٨٨ ، ٧٦٩ ؛ ولسان العرب ٦ / ١٢٨ (طيس) ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٢٤٤ ؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ٩٩ ؛ والجنى الداني ص ١٥٠ ؛ وجواهر الأدب ص ١٥ ؛ وخزانة الأدب ٥ / ٣٩٦ ، ٩ / ٢٦٦ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٣٢ ؛ وشرح الأشموني ١ / ٥٥ ؛ وشرح ابن عقيل ص ٦٠ ؛ وشرح المفصل ٣ / ١٠٨ ؛ ولسان العرب ٦ / ٢١١ (ليس) ؛ ومغني اللبيب ١ / ١٧١ ٢ / ٣٤٤ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٦٤ ، ٢٣٣.
شرح المفردات : عددت قومي : أحصيتهم. الطيس : العدد الكثير. ليسي : غيري.
المعنى : يقول : أحصيت قومي فوجدتهم كثيري العدد غير أنّي لم أجد فيهم كريما ، إذ ذهب الكرام ، ولم يبق سواي.