«القائم أنت» ، أو اسم «ما» ، وذلك نحو قولهم : «ما أنت قائما» ، أو خبر «إنّ» ، نحو قولك : «إنّ القائم أنت» ، أو يكون العامل فيه صفة جارية على غير من هي له ، وذلك نحو قولك : «زيد هند ضاربها هو» ، أو مصدرا مضافا إلى المفعول ، نحو قولك : «زيد عجبت من ضربك هو» ، تريد : من أن ضربك هو. وما عدا ذلك فمتصل.
والمنصوب كلّه متّصل إلّا أن تفصل بينه وبين عامله «إلّا» أو حرف عطف ، نحو قولك : «ما ضرب زيد إلّا إيّاك» ، و «ضربت زيدا فإيّاك» ، ولا يجوز أن تقول : «ما ضربت إلّاك» ، إلّا في ضرورة كقول الشاعر [من البسيط] :
... |
|
ألّا يجاورنا إلاك ديّار (١) |
وفي ما هو مفصول بينه وبين عامله بـ «إلّا» في المعنى من الخلاف مثل ما في المرفوع ، وذلك نحو قول الشاعر [من الهزج] :
٤٥٩ ـ كأنّا يوم قرّى إنّ |
|
ما نقتل إيّانا |
فسيبويه رحمهالله جعله ضرورة والزجاج ذهب إلى أنّه غير ضرورة ، وقد بيّنت لك الصحيح من المذهبين.
__________________
(١) تقدم بالرقم ٢٦٩.
٤٥٩ ـ التخريج : البيت لذي الإصبع العدوانيّ في خزانة الأدب ٥ / ٢٨٠ ، ٢٨٢ ؛ والخصائص ٢ / ١٧٩ ؛ وشرح المفصل ٣ / ١٠١ ، ١٠٢ ؛ ولسان العرب ١٣ / ١١٥ (حسن) ، ١٥ / ٤٣٩ (أيا) ؛ وبلا نسبة في الخصائص ٢ / ١٩٤ ؛ والكتاب ٢ / ١١١ ، ٣٦٢.
اللغة : قرّى : موضع في بلاد بني الحارث بن كعب.
المعنى : كأن أعداءنا الذين أوقعنا فيهم القتل هم نحن في السيادة والحسن.
الإعراب : «كأنا» : حرف مشبه بالفعل ، و «نا» : ضمير متصل مبني على السكون في محلّ نصب اسمه. «يوم» : مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالفعل «نقتل». «قرّى» : مضاف إليه مجرور بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر نيابة عن الكسرة لأنّه ممنوع من الصرف. «إنما» : كافّة ومكفوفة. «نقتل» : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل : ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن. «إيانا» : ضمير نصب منفصل في محل نصب مفعول به.
وجملة «كأنا إنما نقتل» : ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة «نقتل» : في محل رفع خبر.
والشاهد فيه قوله : «نقتل إيانا» حيث انفصل الضمير عن عامله لإنه في معنى المفصول بينه وبين عامله بـ «إلّا» ، كأنه قال : ما نقتل إلّا إيّانا.