أو بحرف عطف ، وذلك نحو قولك : «قام زيد فأنا» ، أو يكون في معنى المفصول بينه وبين عامله بـ «إلّا» ، وذلك نحو قول الشاعر [من الطويل] :
٤٥٨ ـ [أنا الذائد الحامي الذّمار] وإنّما |
|
يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي |
كأنّه قال : ما يدافع عن أحسابهم إلّا أنا أو مثلي ، على خلاف في هذا. فإنّ سيبويه رحمهالله يجعل ما يرد من مثل هذا ضرورة ولم يلتفت للمعنى ، والزجاجي ذهب إلى أنّه غير ضرورة ، لما ذكرناه من معنى «إلّا»
والصحيح أنّ الفصل ضرورة إذ لو كان هذا الموضع موضع فصل للضمير لوجب أن لا يؤتى به متّصلا كما لا يجوز ذلك مع «إلا» ، فقول العرب : إنّما أدفع عن أحسابهم ، وأمثاله دليل على أنّه من مواضع الاتصال وأنّ الانفصال فيه ضرورة.
أو يكون المرفوع مبتدأ نحو قولك : «أنا زيد» ، أو خبرا لمبتدأ ، وذلك نحو قولهم :
__________________
والشاهد فيه قوله : «ما قطر الفارس إلا أنا» حيث فصلت (إلا) الضمير الذي كان يجب أن يكون متصلا.
٤٥٨ ـ التخريج : البيت للفرزدق في ديوانه ٢ / ١٥٣ ؛ وتذكرة النحاة ص ٨٥ ؛ والجنى الداني ص ٣٩٧ ؛ وخزانة الأدب ٤ / ٤٦٥ ؛ والدرر ١ / ١٩٦ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٧١٨ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٢٠٠ (قلا) ؛ والمحتسب ٢ / ١٩٥ ؛ ومعاهد التنصيص ١ / ٢٦٠ ؛ ومغني اللبيب ١ / ٣٠٩ ؛ والمقاصد النحويّة ١ / ٢٧٧ ؛ ولأميّة بن أبي الصلت في ديوانه ص ٤٨ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ١١١ ، ١١٤ ، ٧ / ٢٤٢ ؛ ولسان العرب ١٣ / ٣١ (أنن) ؛ وهمع الهوامع ١ / ٦٢.
اللغة : شرح المفردات : الذائد : المدافع. الأحساب : الشرف والمجد ، أو مفاخر الآباء والأجداد. الذمار : كلّ ما يجب الحفاظ عليه.
المعنى : يقول : إنّه حامي مجد وشرف ومآثر قومه ، ولا يستطيع القيام بهذه المهمّة إلّا هو ومثله.
الإعراب : «أنا» : ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ. «الذائد» : خبر المبتدأ مرفوع بالضمّة. «الحامي» : نعت «الذائد» مرفوع ، أو خبر ثان للمبتدأ. «الذمار» : مفعول به ، أو مضاف إليه مجرور. «وإنما» : الواو حرف استئناف ، «إنما» حرف حصر ، أو حرف دالّ على القصر. «يدافع» : فعل مضارع مرفوع. «عن أحسابهم» : جار ومجرور متعلّقان بـ «يدافع» ، وهو مضاف ، و «هم» : ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة. «أنا» : ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل. «أو» : حرف عطف. «مثلي» : معطوف على «أنا» مرفوع بالضمّة المقدّرة على ما قبل الياء ، وهو مضاف ، والياء ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
وجملة «أنا الحامي ..» الاسميّة ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة «إنّما يدافع ...» استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.
الشاهد : قوله : «إنّما يدافع أنا أو مثلي» حيث تعيّن انفصال الضمير لأنّه في معنى المفصول بينه وبين عامله بـ «إلّا».