[٢ ـ عمل الاسم الذي بمعنى المصدر] :
وهذا الذي ذكر من إعمال المصدر في هذا الباب إنّما يجوز في المصدر الجاري وأما الاسم الذي في معنى المصدر ، فلا يعمل إلّا حيث سمع ، وذلك في مثل قول الشاعر [من الوافر] :
٤٧١ ـ أكفرا بعد ردّ الموت عني |
|
وبعد عطائك المئة الرتاعا |
لأنّ العطاء في معنى الإعطاء. وكذلك قوله [من الكامل] :
٤٧٢ ـ أظلوم إنّ مصابكم رجلا |
|
أهدى السّلام تحية ظلم |
__________________
الفعليّة في محلّ رفع خبر ثان. وجملة (يراخي الأجل) الفعليّة في محلّ نصب حال أو مفعول به ثان لـ «يخال».
والشاهد فيه قوله : «النكاية أعداءه» حيث نصب بالمصدر المقترن بـ «أل» ، وهو قوله : «النكاية» ، مفعولا به ، وهو قوله : «أعداء».
٤٧١ ـ التخريج : البيت للقطاميّ في ديوانه ص ٣٧ ؛ وتذكرة النحاة ص ٤٥٦ ؛ وخزانة الأدب ٨ / ١٣٦ ، ١٣٧ ؛ والدرر ٣ / ٦٢ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٦٤ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٤٨٩ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٦٩٥ ؛ ولسان العرب ٩ / ١٤١ (رهف) ، ١٥ / ٦٩ (عطا) ؛ ومعاهد التنصيص ١ / ١٧٩ ؛ والمقاصد النحوية ٣ / ٥٠٥ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ٤١١ ؛ وأوضح المسالك ٣ / ٢١١ ؛ والدرر ٥ / ٢٦٢ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٣٣٦ ؛ وشرح ابن عقيل ص ٤١٤ ؛ ولسان العرب ٨ / ١٦٣ (سمع) ، ١٥ / ١٣٨ (غنا) ؛ وهمع الهوامع ١ / ١٨٨ ، ٢ / ٩٥.
اللغة والمعنى : الكفر : جحود النعمة. الرتاع : ج الراتعة ، وهي الإبل السمينة التي ترتع في خصب وسعة.
يقول : أمن المعقول أن أجحد نعمتك بعد أن دفعت عني الموت (أي أطلقتني من الأسر) وأعطيتني مئة من الإبل السمينة؟!
الإعراب : أكفرا : الهمزة : للاستفهام ، كفرا : مفعول مطلق منصوب. بعد : ظرف متعلّق بـ «كفرا» ، وهو مضاف. ردّ : مضاف إليه مجرور ، وهو مضاف. الموت : مضاف إليه مجرور. عني : جار ومجرور متعلّقان بـ «ردّ». وبعد : الواو : حرف عطف. بعد : معطوف على «بعد» السابقة ، وهو مضاف. عطائك : مضاف إليه مجرور ، وهو مضاف ، والكاف : في محلّ جرّ بالإضافة. المئة : مفعول به لاسم المصدر «عطاء» منصوب. الرتاعا : نعت «المئة» منصوب ، والألف : للإطلاق.
وجملة (... كفرا) الفعليّة لا محلّ لها من الإعراب لأنها ابتدائيّة أو استئنافيّة تقديره «أكفر كفرا» أو «أضمر كفرا».
والشاهد فيه قوله : «عطائك المئة» فقد عمل اسم المصدر الذي هو «عطاء» عمل الفعل ، فنصب المفعول الذي هو قوله «المئة» بعد إضافته لفاعله ، وهو ضمير المخاطب.
٤٧٢ ـ التخريج : البيت للحارث بن خالد المخزومي في ديوانه ص ٩١ ؛ والاشتقاق ص ٩٩ ، ١٥١ ؛