فإذا زاد على «المائة» و «الألف» نيّف كان حكم النيّف باقيا على ما كان عليه من إسقاط علامة التأنيث منه مع «المائة» لأنّها مؤنّثة ، وإدخالها فيه مع الألف لتذكيره. ويجوز أن تقول : ثلاثمائة ومئين ، فمن قال : «مائة» ، راعى معناها من الجمعية ومن قال «مئين» لم يراع المعنى وراعى لفظها من الإفراد ، فاحتاج إلى الجمع ، ومنه قوله [من الطويل] :
٤٨١ ـ ثلاث مئين للملوك وفى بها |
|
ردائي وجلّت عن ملوك الأعاجم |
وأما الألف فلم يراع إلّا اللفظ خاصة.
__________________
فاعل مرفوع. «مئتين» : مفعول به منصوب بالياء لأنّه مثنّى. «عاما» : تمييز منصوب. «فقد» : الفاء واقعة في جواب الشرط ، «قد» : حرف تحقيق. «ذهب» : فعل ماض. «المسرّة» : فاعل مرفوع. «والفتاء» : الواو حرف عطف ، «الفتاء» : معطوف على المسرة مرفوع.
وجملة : «إذا عاش» ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة «عاش ...» في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة «ذهب المسرة والفتاء» جواب شرط غير جازم لا محلّ لها من الإعراب.
الشاهد : قوله : «مئتين عاما» حيث نصب الاسم بعد «مئتين» للضرورة ، وكان الوجه حذف نون «مئتين» وخفض ما بعدها ، إلّا أنّها شبّهت للضرورة بالعشرين ونحوها مما يثبت نونه ، وينصب ما بعده.
٤٨١ ـ التخريج : البيت للفرزدق في ديوانه ٢ / ٣١٠ ؛ وخزانة الأدب ٧ / ٣٧٠ ـ ٣٧٣ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٢٧٢ ؛ ولسان العرب ١٤ / ٣١٧ (ردى) ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٤٨٠ ؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٦٢٢ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٥١٨ ؛ وشرح المفصل ٦ / ٢١ ، ٢٣ ؛ والمقتضب ٢ / ١٧٠.
شرح المفردات : الرداء : الثوب. جلّت : زالت ومنعت.
المعنى : يقول : إنه وفى للملوك بثلاثمئة بعير ، وزالت عن ملوك العجم.
الإعراب : «ثلاث» : مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف. «مئين» : مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه ملحق بجمع المذكر السالم. «للملوك» : جار ومجرور متعلّقان بـ «وفى». «وفى» : فعل ماض. «بها» : جار ومجرور متعلّقان بـ «وفى». «ردائي» : فاعل «وفى» مرفوع ، وهو مضاف ، والياء في محلّ جرّ بالإضافة. «وجلت» : الواو حرف عطف ، «جلّت» : فعل ماض ، والتاء للتأنيث ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : «هي». «عن ملوك» : جار ومجرور متعلّقان بـ «جلّت» ، وهو مضاف. «الأعاجم» : مضاف إليه مجرور.
وجملة : «ثلاث مئين ...» ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة «وفى بها» في محلّ رفع خبر المبتدأ. وجملة : «جلّت» معطوفة على جملة «وفى».
الشاهد : قوله : «ثلاث مئين» حيث جمع «مئة» على «مئين» فلم يراع معنى «مئة» من الجمعية ، بل راعى لفظها من الإفراد ، فاحتاج إلى الجمع.