الألف واللام في الأول والثاني ، فيقولون : «عندي الأحد العشر درهما» ، وأهل البصرة لا يجيزون إلّا إدخال الألف واللام في الأول خاصة ، فيقولون : «عندي الأحد عشر درهما» (١)
وسبب ذلك عندهم أنّ المركب مبنيّ فصار كالاسم الواحد ، فلا يعرّف إلّا مثل ما يعرّف به الاسم الواحد. والاسم الواحد لا يتعرّف إلّا بأن تدخل الألف واللام في أوله خاصة ، ولا يعرّف بأن تدخل الألف واللام في الوسط منه ، فكذلك يكون العدد.
وحكى أبو زيد ، رحمهالله ، عن العرب : «الأحد العشر الدرهم» بإدخال الألف واللام على الأول والثاني وعلى التمييز ، وذلك شاذّ جدّا ، وهو عندنا يتخرج على زيادة الألف واللام في التمييز ، لأنّ التمييز لا يكون أبدا إلّا نكرة. وأجاز بعض النحويين إدخال الألف واللام في النيّف والعقد والتمييز ، وهذا خطأ لما قدمناه أولا.
والمعطوف هو من أحد وعشرين إلى تسعة وتسعين ، تعريفه عندنا أن تدخل الألف واللام على الأول والثاني ، فتقول : «عندي الواحد والعشرون درهما» ؛ وهو جائز بإجماع من جميع النحويين.
وأجاز بعض النحويين أن تدخل الألف واللام في النيّف وتترك إدخاله في العقد ، فأجاز أن تقول : «عندي الأحد وعشرون درهما». وهذا المذهب فاسد جدّا ، لأنّه لا يتعرف الثاني بإدخال الألف واللام على الأول ، لأنّه ليس معه كالشيء الواحد ، فلا بدّ إذا أردت تعريف الثاني من أن تدخل الألف واللام عليه.
__________________
(١) انظر المسألة الثالثة والأربعين في الإنصاف في مسائل الخلاف ص ٣١٢ ـ ٣٢٢.