الشعر ، فردّه إلى أصله. وكذلك جعل قول الآخر [من الطويل] :
٤٩٩ ـ أدارا بحزوى هجت للعين عبرة |
|
فماء الهوى يرفضّ أو يترقرق |
لأنّه لا يهيج عبرته دار لا يعرفها ، لكنّه نوّن في ضرورة الشعر فردّه إلى أصله ، نحو قول الشاعر [من الخفيف] :
٥٠٠ ـ ضربت صدرها إليّ وقالت |
|
يا عديّا لقد وقتك الأواقي |
__________________
٤٩٩ ـ التخريج : البيت لذي الرمّة في ديوانه ص ٤٥٦ ؛ وخزانة الأدب ٢ / ١٩٠ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٨٨ ؛ والكتاب ٢ / ١٩٩ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٢٣٦ ، ٥٧٩ ؛ وبلا نسبة في الأغاني ١٠ / ١١٩ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٤٤٥ ؛ والمقتضب ٤ / ٢٠٣.
شرح المفردات : حزوى : اسم موضع. هجت : حرّكت. العبرة : الدمعة. يرفضّ : يسيل متناثرا. يترقرق : يظهر في العين دون أن ينحدر.
الإعراب : «أدارا» : الهمزة للنداء ، «دارا» : منادى نكرة مقصودة ، منصوب. «بحزوى» : جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت «دارا». «هجت» : فعل ماض ، والتاء ضمير في محلّ رفع فاعل. «للعين» : جار ومجرور متعلّقان بـ «هجت». «عبرة» : مفعول به منصوب. «فماء» : الفاء استئنافية ، «ماء» : مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف. «الهوى» : مضاف إليه مجرور. «يرفضّ» : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : «هو». «أو» : حرف عطف. «يترقرق» : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر تقديره «هو».
وجملة : «أدارا» ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «هجت» استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة : «ماء الهوى ...» استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «يرفضّ» : في محلّ رفع خبر المبتدأ. وجملة : «يترقرق» معطوفة على جملة : «يرفضّ».
الشاهد : قوله : «أدارا» حيث نصب المنادى النكرة المقصودة بالنداء ، والقياس فيه البناء على الضمّ ، ومسوّغ نصبه أنه منكور في اللفظ لاتصافه بالمجرور ، ووقوعه موضع صفته ، فكأنّه قال : أدارا مستقرّة بحزوى ، فجرى لفظه على التنكير ، وإن كان مقصودا بالنداء.
٥٠٠ ـ التخريج : البيت للمهلهل بن ربيعة في ديوانه ص ٥٩ ؛ وخزانة الأدب ٢ / ١٦٥ ؛ والدرر ٣ / ٢٢ ؛ وسمط اللآلي ص ١١١ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٤٠١ (وقي) ؛ والمقاصد النحويّة ٤ / ٢١١ ؛ والمقتضب ٤ / ٢١٤ ؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ١٧٧ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٨٠٠ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٤٤٨ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٣٧٠ ؛ وشرح ابن عقيل ص ٥١٧ ؛ وشرح المفصل ١٠ / ١٠ ؛ والمنصف ١ / ٢١٨ ؛ وهمع الهوامع ١ / ١٧٣.
اللغة والمعنى : وقتك : خفظتك. الأواقي : ج الواقية ، وهي الحافظة.
يقول لمّا رأته ضربت صدرها ، ودعت له أن يحفظه الله ، ويقيه من نوائب الدهر ، لأنّ مرآه كان خيرا عليها.