فإذا قلت : «يا زيد بن عمرو» ، فلا يخلو أن ترفع «زيدا» أو تنصبه. فإن رفعته فيجوز لك فيما بعده أربعة أوجه. أحدها أن يكون بدلا ، والثاني أن يكون نعتا ، والثالث أن يكون عطف بيان ، والرابع أن يكون منادى محذوفا منه حرف النداء.
فإن كان الأول منصوبا كان ما بعده نعتا ، ويكون أصله : «يا زيد بن عمرو» وأتبعت حركة الدال حركة ما بعده. فمن لغته أن يقول : «جاءني زيد بن عمرو» يحذف التنوين لالتقاء الساكنين ، فيقول هنا : «يا زيد بن عمرو». وأما ما زعم أبو العباس المبرد من أنّ «ابن عمرو» مقحم فباطل ، لأنّ المقحم إذا حذف لم يختل المعنى بحذفه ، وأنت لو قلت : «يا زيد عمرو» ، لكان معناه مخالفا لمعنى : يا زيد بن عمرو.
__________________
اللغة : العارض : السحاب يعترض الأفق. ذراعا الأسد : كوكبان يدل ظهورهما على نزول المطر. جبهة الأسد كواكب سميت كذلك لموقعها من برج الأسد ، فهي له بموقع الجبهة من الرأس.
المعنى : أيها القوم ، من يبشرّني برؤية الغمام بين موقعي ذراعي ، وجبهة الأسد في السماء ، فيفرح ، ونفرح لأن هذا يعني المطر والخصب.
الإعراب : يا من : «يا» : حرف نداء ، «من» : اسم موصول بمعنى الذي في محل نصب على النداء. رأى : فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. عارضا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. يسرّ به : «يسرّ» : فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو ، «به» : جار ومجرور متعلقان بالفعل يسر. بين : مفعول فيه ظرف مكان منصوب متعلق بالفعل رأى وهو مضاف. ذراعي : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة. وجبهة الأسد : «الواو» : عاطفة ، «جبهة» : اسم معطوف على ذراعي مجرور بالكسرة الظاهرة وهو مضاف ، «الأسد» : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
وجملة «يا من رأى» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «رأى» : صلة الموصول لا محل لها. وجملة يسرّ به» : في محل نصب صفة لـ «عارضا».
والشاهد فيه قوله : «بين ذراعي وجبهة الأسد» حيث كان الأصل ـ على مذهب سيبويه ـ : «بين ذراعي الأسد وجبهته» فحذف الضمير من «جبهته» ، وأقحم «وجبهة» بين المضاف والمضاف إليه «ذراعي الأسد».