ولم يبق من أحكام الترخيم إلّا ما آخره التاء ، نحو : «عائشة» ، فتقول فيه إذا رخّمته : «يا عائش أقبلي» ، فإن وقفت قلت : «يا عائشه». ولا بدّ من الهاء لأنّهم عزموا على حذف التاء وهي حرف معنى ، فكرهوا أن تذهب بالجملة ، فأرادوا أن يكون في الوقت معوّضا منها ، ولا يجوز عدم التعويض إلا في ضرورة شعر. سمع سيبويه ، رحمهالله ، من يقول في «حرملة» (١) : «يا حرمل» ، ولا يجوز أن يعوّض منها الألف إلّا في القوافي ، كقوله [من الوافر] :
٥٢٦ ـ [أصبح وصل حبّكم رماما] |
|
وما عهد كعهدك يا أماما |
وكذلك قول الآخر [من الوافر] :
قفي قبل التفرّق يا ضباعا |
|
ولا يك موقف منك الوداعا (٣) |
__________________
(١) حرملة : اسم رجل.
٥٢٦ ـ التخريج : البيت لجرير في ديوانه ص ٢٢١ ؛ وخزانة الأدب ٢ / ٣٦٥ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٥٩٤ ؛ وشرح التصريح ٢ / ١٩٠ ؛ والكتاب ٢ / ٢٧٠ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٢٨٢ ؛ ونوادر أبي زيد ص ٣١ ؛ وبلا نسبة في أسرار العربيّة ص ٢٤٠ ؛ والإنصاف ١ / ٣٥٣ ؛ وأوضح المسالك ٤ / ٧٠ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٣١٣.
اللغة : الرمام : البالي المهترىء.
المعنى : لم يعد ودّكم وهواكم قويّا كما كان في السابق ، بل صار ضعيفا ، وليس هذا ما تعاهدنا عليه ، يا أمامة.
الإعراب : أصبح : فعل ماض ناقص. وصل : اسم (أصبح) مرفوع بالضمّة. حبكم : «حب» : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، و «كم» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. رماما : خبر (أصبح) منصوب بالفتحة. وما : «الواو» : للاستئناف ، «ما» : حرف نفي يعمل عمل (ليس). عهد : اسم (ما) مرفوع بالضمّة. كعهدك : جار ومجرور متعلقان بخبر (ما) المحذوف ، بتقدير (وما عهد موجودا) ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. يا : حرف نداء. أماما : منادى مفرد علم مبني على الضمّ المقدّر على التاء المحذوفة ، في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف ، و «الألف» : عوض عن التاء المحذوفة بسبب الترخيم.
وجملة «أصبح وصل حبكم رماما» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «وما عهد كعهدك» : استئنافية لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «يا أماما» حيث رخّم (أمامة) فحذف (التاء) وعوّض عنها (الألف).
(٢) تقدم بالرقم ٢٣٥.