فهذا على مذهب أبي العباس.
فقد ثبت الصحيح من المذهبين قياسا وسماعا. وأما قوله [من البسيط] :
٥٢٩ ـ أودى ابن جلهم عبّاد بصرمته |
|
إنّ ابن جلهم أضحى حيّة الوادي |
فلا حجة فيه لأنّه ليس بترخيم ، لأنّهم يسمّون المرأة «جلهم» والرجل «جلهم» ، فدلّ ذلك على أنّه ليس بترخيم. وكذلك قول الآخر [من البسيط] :
٥٣٠ ـ ديار ميّة إذ ميّ تساعفنا |
|
ولا يرى مثلها عرب ولا عجم |
__________________
«الهمزة» : حرف نداء ، «مال» : منادى مفرد علم مرخم مبني على الضمة المقدرة على الكاف المحذوفة. بن : صفة (مالك) منصوبة بالفتحة. حنظل : مضاف إليه مجرور بالكسرة (الظاهرة ، أو المقدّرة على التاء المحذوفة).
وجملة «هذا ردائي عنده» : بحسب ما قبلها. وجملة «يستعيره» : في محل نصب حال. وجملة «أن يسلبني» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة النداء : استئنافية لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «أمال بن حنظل» حيث حذف الكاف من «مالك» ترخيما بعد النداء ، وحذف «التاء» من «حنظلة» ترخيما بدون نداء.
٥٢٩ ـ التخريج : البيت للأسود بن يعفر في ديوانه ص ٣٣ ؛ والكتاب ٢ / ٢٧٢ ؛ ولسان العرب ١٢ / ١٠٤ (جلهم) ، ١٥ / ٣٨٥ (ودي) ؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٢ / ٣٢٩ ، ٣٤٥.
اللغة : جلهم : اسم امرأة ، واسم رجل. أودى بصرمته : ذهب بقطيع إبله الذي تعداده ما بين الثلاثين إلى الأربعين. حيّة الوادي : كناية عن حمايته لحماه كما تحمي الحية واديها.
المعنى : أذهب عباد بن جلهم قطيعه بسبب كرمه ونجدته ، لكنه صار حاميا لحماه يهابه الجميع.
الإعراب : «أودى» : فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف. «ابن» : فاعل مرفوع بالضمة.
«جلهم» : مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة ، لأنه ممنوع من الصرف. «عباد» : بدل من (ابن) مرفوع بالضمة. «بصرمته» : جار ومجرور متعلّقان بـ (أودى) ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. «إن» : حرف مشبّه بالفعل. «ابن» : اسم (إنّ) منصوب بالفتحة. «جلهم» : مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة ، لأنه ممنوع من الصرف. «أمسى» : فعل ماض ناقص ، و «اسمها» : ضمير مستتر تقديره (هو). «حية» : خبر (أمسى) منصوب بالفتحة. «الوادي» : مضاف إليه مجرور بكسرة مقدّرة على الياء. وجملة «أودى ابن جلهم» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «إنّ ابن جلهم ...» : استئنافية لا محلّ لها. وجملة «أمسى حيّة الوادي» : في محل رفع خبر (إنّ).
والشاهد فيه قوله : «ابن جلهم» حيث يرى الشارح أنه ليس في البيت ترخيما ، لأنهم يسمّون المرأة «جلهم» وكذلك الرجل ، وعلى هذا التوجيه أعربنا.
٥٣٠ ـ التخريج : البيت لذي الرمة في ديوانه ص ٢٣ ؛ وخزانة الأدب ٢ / ٣٦٥ ، ٣٣٩ ، ٣٤٠ ،