ولم يجىء دخول الألف واللام على «ابن الأوبر» إلّا في ذلك البيت خاصة ، فدلّ على أنها زائدة.
وما أضيف إلى معرفة فهو معرفة مثله ، إلّا في مواضع منها «غيرك» وأخواته (١) ، واسم الفاعل بمعنى الحال أو الاستقبال ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، والصفة المضافة إلى الموصوف ، والموصوف المضاف إلى الصفة ، واسم الزمان المضاف إلى الجملة ، و «أفعل من» ، فإنّ الإضافة فيها غير محضة ، وقد تقدّم الكلام على ذلك في باب النعت بما فيه من الخلاف والاتفاق.
__________________
العرب ٣ / ٢٠٠ (زيد) ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٢١٨ ، ٥٠٩ ؛ ولجرير في لسان العرب ٨ / ٣٩٣ (وسع) ، وليس في ديوانه ؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١ / ٣٢٢ ؛ والأشباه والنظائر ١ / ٢٣ ، ٨ / ٣٠٦ ، والإنصاف ١ / ٣١٧ ؛ وأوضح المسالك ١ / ٧٣ ؛ وخزانة الأدب ٧ / ٢٤٧ ، ٩ / ٤٤٢ ؛ وشرح الأشموني ١ / ٨٥ ؛ وشرح التصريح ١ / ١٥٣ ؛ وشرح شافية ابن الحاجب ١ / ٣٦ ؛ ومغني اللبيب ١ / ٥٢ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٢٤.
اللغة وشرح المفردات : الوليد بن يزيد : هو الخليفة الأموي الحادي عشر ، خلف عمّه هشام بن عبد الملك ، وكان يجيد قول الشعر ، ويحبّ شرب الخمرة. الأعباء : ج العبء ، وهو الحمل الثقيل. الكاهل : ما بين الكتفين.
المعنى : يقول : إنّه رأى الوليد بن يزيد منعّما وميمون الطائر ، وقادرا على تحمّل أعباء الخلافة.
الإعراب : رأيت : فعل ماض مبنيّ على السكون ، والتاء : ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل. الوليد : مفعول به أوّل منصوب بالفتحة. بن : نعت «الوليد» منصوب بالفتحة ، وهو مضاف. اليزيد : مضاف إليه مجرور بالكسرة. مباركا : مفعول به ثان لـ «رأى» منصوب بالفتحة الظاهرة ، أو حال. شديدا : معطوف على «مباركا» بحرف عطف محذوف ، أو حال ثانية إن عددنا الأولى حالا. بأعباء : الباء : حرف جر ، «أعباء» اسم مجرور بالكسرة ، والجار والمجرور متعلّقان بـ «شديدا» ، وهو مضاف. الخلافة : مضاف إليه مجرور بالكسرة. كاهله : فاعل «شديدا» مرفوع بالضمة. وهو مضاف ، والهاء : ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
وجملة : «رأيت الوليد ...» ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله : «اليزيد» وهنا احتمالان : أوّلهما أنّ الشاعر أدخل «أل» على «يزيد» للضرورة أو للمح الأصل ، فتكون «أل» زائدة ، والاسم ممنوع من الصرف للعلميّة ووزن الفعل ، وإنّما جرّ بالكسرة لدخول «أل» عليه.
وثانيهما أنّ الشاعر قصد تنكير «يزيد» قبل إدخال «أل» عليه ، فأصبح بعد زيادة «أل» ككلمة «الرجل» ونحوه ، ولهذا زالت علميّته ولم يبق فيه سوى علّة واحدة وهي وزن الفعل ، فهو إذن ليس ممنوعا من الصرف ، فلا يصحّ التمثيل به للممنوع من الصرف الذي يجرّ بالكسرة لدخول «أل» عليه.
(١) تقدم الكلام عليها في باب الإضافة.