والذي يسمع من المعدول على «فعال» : ثناء ، وثلاث ، ورباع ، وأحاد ، وعشار ، إلّا أنّ «أحاد» و «عشار» قليلان.
واختلف فيما عدا هذا المسموع من «مفعل» و «فعال» هل يقاس عليه أو لا ، فمنهم من قاسه ومنهم من لم يقسه ، وهو الصحيح ، لأنه لم يكثر كثرة توجب القياس.
واختلف في السبب الذي أوجب أن يمنع هذا العدل الصرف. فمنهم من قال : إنّما للعدل في اللفظ والمعنى. أمّا العدل في اللفظ فلأنّ «مثنى» معدول عن لفظ «اثنين» ، وأمّا العدل في المعنى فهو أنّك إذا قلت : «جاء القوم مثنى» ، تعني : جاء القوم اثنين اثنين ، وإذا جاء القوم اثنين اثنين ، فاثنين فاثنين يعطي ذلك.
ومنهم من قال : إنّما منع الصرف للعدل والتعريف. ومنهم من قال : إنّما منع الصرف للعدل والصفة وهو الصحيح.
وأما قول من قال : إنما امتنع الصرف للعدل في اللفظ والمعنى ففاسد ، لأنّه لم يثبت العدل في المعنى من العلل المانعة الصرف ، وإنّما ثبت من هذا الباب العدل في اللفظ.
وأمّا من قال : إنّما امتنع الصرف للعدل والتعريف فباطل ، لأنّه يرد عليه بقوله تعالى :
__________________
وبلا نسبة في أدب الكاتب ص ٥٦٧ ؛ والجنى الداني ص ٦١٩ ؛ وشرح المفصل ١ / ٦٢ ، ٨ / ٥٧ ؛ واللمع ص ٢٣٨ ؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٤٤ ؛ والمقتضب ٣ / ٣٨١.
اللغة : أنيسه : ضد وحشه ، ولعلّها معدولة عن أناسه. تبغّى : تطلب.
المعنى : إن أهلي موجودون في واد تسكنه الحيوانات المتوحشة ، فألطف وآنس ما فيه ذئاب تطلب الناس وتطاردها واحدا ، أو اثنين معا. أو : هم في واد بشره كالذئاب التي تطارد الناس.
الإعراب : ولكنما : «الواو» : حرف استئناف ، «لكنما» : كافّة ومكفوفة. أهلي : مبتدأ مرفوع بالضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. بواد : جار ومجرور بكسرة مقدّرة على الياء المحذوفة بسبب تنوين الاسم المقصور ، متعلّقان بخبر (أهلي) المحذوف ، بتقدير (أهلي موجودون أو مقيمون). أنيسه : مبتدأ مرفوع بالضمّة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. ذئاب : خبر (أنيسه) مرفوع بالضمّة. تبغى : (أصلها تتبغى) فعل مضارع مرفوع بضمّة مقدّرة على الألف ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هي). الناس : مفعول به منصوب بالفتحة. مثنى : صفة (ذئاب) مرفوعة بضمّة مقدّرة على الألف. وموحد : «الواو» : للعطف ، «موحد» : معطوف على (مثنى) مرفوع بالضمّة.
وجملة «أهلي مقيمون» : استئنافية لا محلّ لها. وجملة «أنيسه ذئاب» : في محلّ جرّ صفة لـ (الوادي). وجملة «تبغى» : في محلّ رفع صفة لـ (ذئاب).
والشاهد فيه قوله : «مثنى وموحد» حيث جاء بالعددين (واحد واثنان) معدولين إلى (مثنى وموحد).