أحدها أن تبنيه حملا على «خمسة عشر» وبابه ، فتقول : «جاءني حضرموت وبعلبك» ، و «رأيت حضرموت» ، و «مررت ببعلبك».
والآخر أن تجعل الإعراب في الأول ، وتضيفه إلى الثاني ، فتقول : «جاءني حضرموت» ، و «رأيت حضرموت» ، و «مررت بحضرموت».
والثالث أن تعربه إعراب ما لا ينصرف ، فتقول : «جاءني بعلبك» ، و «رأيت بعلبك» ، و «مررت ببعلبك».
قوله : ومنها كل اسم في آخره ألف الإلحاق ... الفصل.
كل اسم في آخره ألف الإلحاق ، فإنك إذا سمّيت به امتنع الصرف لشبه ألف الإلحاق بألف التأنيث ، وشبه ألف الإلحاق بألف التأنيث في أنّها زائدة في آخر الاسم ، كما أنّ ألف التأنيث زائدة ، ولا تدخله تاء التأنيث ، كما أنّ ما أنّث بالألف لا تدخله تاء التأنيث.
فإن قيل : فلأيّ شيء لم يمتنع الصرف «أرطى» إذا كان نكرة؟
فالجواب : إنّ ألف الإلحاق في حال التنكير لا تشبه ألف التأنيث لأنها قد تلحقها تاء التأنيث ، فتقول : «أرطأة» ، وألف التأنيث لا تلحقها تاء التأنيث ، هذا إذا سمّيت بـ «أرطى» على لغة من يقول : «مأروط» (١) ، فجعل همزته أصلية والألف زائدة ، ومن قال : «مرطى» ، فالألف عنده أصلية.
فإذا سميّت به امتنع الصرف للتعريف ، ووزن الفعل. فإن نكّرته بعد التسمية ، انصرف لأنّه لم يبق فيه إلّا علة واحدة ، وهي وزن الفعل.
قوله : ومنها كل مذكّر سمّيته بمؤنث ... الفصل.
نقول إذا سمّيت مذكرا باسم مؤنث ، فلا يخلو أن يكون فيه علم التأنيث ، أو لا يكون.
فإن كان فيه علم التأنيث ، فإنه يمتنع الصرف ، قلّت حروفه أو كثرت. وإن لم يكن في
__________________
(١) مأروط : مدبوغ بالأرطى.