لا يكون. فإن كان فيه ضمير ، فالحكاية ليس إلّا ، وإن لم يكن فيه ضمير ، فإنّه يمتنع الصرف للتعريف والتأنيث ، وتقف على التاء كما تقف على التاء اللاحقة للاسم ، فتقلبها هاء ، فتقول : «جاءني ضربه» ، و «مررت بضربه». فإن سميّت رجلا بالفعل مع علامة التثنية ، أو علامة الجمع ، فلا بدّ من لحاق النون لأنّ الفعل قد صار اسما والاسم إذا كان في آخره علامة تثنية أو جمع ، فلا بدّ من النون بعدهما ، ويكون حكمها حكم التسمية بالتثنية والجمع.
والاسم المثنى إذا سمي به جاز فيه وجهان : أحدهما أن تحكي التثنية فتقول : «جاءني زيدان» ، و «رأيت زيدين» ، و «مررت بزيدين».
والآخر : أن تجعل الإعراب في الآخر ، فتقول : «جاءني زيدان» ، و «رأيت زيدان» ، و «مررت بزيدان» ، تمنعه الصرف للتعريف وزيادة الألف والنون.
وكذلك الاسم المجموع إذا سمّي به جاز فيه وجهان : الحكاية ، فيكون رفعه بالواو ونصبه وخفضه بالياء ، فتقول : «هذه قنّسرون» ، و «رأيت قنّسرين» و «مررت بقنّسرين».
والآخر : أن تجعل الإعراب في النون ، وتقلب الواو ياء ، لأنه لم يوجد اسم معرب في آخره واو ونون زائدتان ، فتقول : «هذا زيدين» ، و «رأيت زيدينا» و «مررت بزيدين».
فإن سمّيت بجمع المؤنث السالم ، فيجوز فيه وجهان : الحكاية ، فتقول : «جاءني مسلمات» ، و «رأيت مسلمات» ، و «مررت بمسلمات».
والثاني : أن تمنعه الصرف للتأنيث والتعريف ، فتقول : «جاءني مسلمات» ، و «رأيت مسلمات» ، و «مررت بمسلمات».
وزعم أبو العباس المبرّد أنه يجوز : «مررت بمسلمات» ، بالكسر من غير تنوين ، وحذف التنوين ، لأنّه في مقابلة نون الجمع ، فلما زال عن الجمعية زالت النون ، فصارت التاء بمنزلة الياء والواو في الجمع ، فلا تمنع الصرف.
وهذا الذي قاله باطل ، لأنّ التاء على كل حال تعطي التأنيث مع أنّها بمنزلة الياء والواو في الجمع ، فلا تمنع الاسم الصرف لاجتماع علّتين فيه ، ورواية من روى [من الطويل] :
٦٠١ ـ تنوّرتها من أذرعات [وأهلها |
|
بيثرب أدنى دارها نظر عال] |
__________________
٦٠١ ـ التخريج : البيت لامرىء القيس في ديوانه ص ٣١ ؛ وخزانة الأدب ١ / ٥٦ ؛ والدرر ١ / ٨٢ ؛