وإنّما فعلت ذلك ، لأنّك لو لم تزد عليه حرفا من جنس الثاني ، لأدّى ذلك إلى بقاء الاسم المعرب على حرف واحد ، وذلك أنك لو جعلت الإعراب في الحرف الثاني من غير أن تزيد عليه ، لوجب أن يدخله التنوين علامة على التمكن ، ثم تستثقل الحركة في حرف العلة ، فيلتقي ساكنان : حرف العلة والتنوين ، فيحذف حرف العلّة لذلك ، فيبقى الاسم على حرف واحد ، وذلك باطل.
فإن كان حرف المعنى على حرف واحد ، فلا يخلو أن يكون ساكنا أو متحرّكا. فإن كان متحركا ، أشبعت الحركة حرفا من جنسها ، فيصير على حرفين ثانية حرف علة ، فيكون حكمه حكم «لو» إذا سمّيت بها.
فإن كان ساكنا ، حركته بالكسرة ، وفعلت به ما فعلت بالتسمية بالحرف المكسور. وإنّما حركته بالكسر ، لأنّك تضيف إليه في التسمية به حرفا ، إذ لا يمكن أن يكون الاسم الظاهر على حرف ، وأشيع الحروف في الزيادة حروف العلة ، فتزيد حرف علة ساكنا ، لأنّه مهما أمكن زيادة الحرف ساكنا كان أولى من زيادته متحركا ، فيلتقي ساكنان ، فتحرك لأنّه لا يمكن الابتداء بالساكن ، وأصل حركة التقاء الساكنين الكسر ، فتحرّكه بالكسر ، فلذلك يصير
__________________
٤١٠ ، ٨٤٩ ؛ ودّرة الغواص ص ٣٢ ؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٦٥ ؛ والمقتضب ١ / ٢٣٥ ، ٤ / ٣٢ ، ٤٣ ؛ والمنصف ٢ / ١٥٣ ؛ ولسان العرب ١٢ / ٧٠٨ (هلل).
اللغة : ليت شعري : عبارة تستخدم للتمني والرجاء. العناء : التعب.
المعنى : لا تردّد قول : ليته كان كذا ، ولو كان كذا ، فإنّ هاتين الكلمتين تتعب من يستخدمهما ويردّدهما ، ومع ذلك أتمنى أن أعلم الحقيقة ولكن أين مني ما أتمناه.
الإعراب : ليت : حرف مشبّه بالفعل لإفادة التمنّي. شعري : اسم (ليت) منصوب بفتحة مقدّرة على ما قبل ياء المتكلم ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة ، و «خبرها» محذوف تقديره (مساعف). وأين : «الواو» : للاستئناف ، «أين» : اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلق بالخبر المقدم المحذوف. مني : جار ومجرور متعلقان بحال من اسم «ليت». ليت : مبتدأ مرفوع بالضمّة ، خبره محذوف ، بتقدير (أين ليت موجودة مني). إنّ : حرف مشبّه بالفعل. ليتا : اسم (إنّ) منصوب بالفتحة ، وخبرها محذوف بتقدير (إنّ ليتا عناء). وإنّ : «الواو» : للعطف ، «إن» : حرف مشبّه بالفعل. لوّا : اسم (إنّ) منصوب بالفتحة. عناء : خبر (إنّ) مرفوع بالضمّة.
وجملة «ليت شعري موجود» : ابتدائية لا محلّ لها. ومفعول «شعري» في بيت لاحق. وجملة «وأين ليت موجودة مني» : استئنافية لا محلّ لها. وجملة «إن ليتا ...» : استئنافية ، لا محلّ لها. وجملة «إن لوّا عناء» : معطوفة على سابقتها لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «إن لوّا» حيث زاد واوا على «لو» وأدغمها في الواو عند ما اعربها وعاملها معاملة الأسماء المعربة.