هجر» (١). والدليل على أن دابقا مذكّر قوله [من الرجز] :
٦١٦ ـ ودابق وأين منّي دابق
و «واسط» الغالب عليه التذكير ، ولو قصد به قصد البقعة لكان بالتاء ، لأن «واسطا» في الأصل صفة غلبت ، وكان ينبغي أن تكون فيه بالألف واللام كالصفات الغالبة إلّا أنّها حذفت منها الألف واللام ، كما حذفت من قوله [من الطويل] :
٦١٧ ـ ونابغة الجعديّ بالرّمل بيته |
|
عليه صفيح من تراب مصوّب |
يريد النابغة.
__________________
(١) هذا القول من أمثال العرب ، وقد ورد في لسان العرب ٤ / ١٢٩ (جرر) ؛ والمستقصى ٢ / ١١٨ ؛ ومعناه : توسّطي السماء يا مجرّة ، ترطب النخل بهجر ، وذلك أن المجرّة إذا توسّطت ، فذلك وقت إرطاب النخل.
يضرب في تمني أوقات الخصب والدعة.
٦١٦ ـ التخريج : الرجز لغيلان بن حريث في الكتاب ٣ / ٢٤٣ ؛ وله أو للهدار في لسان العرب ١٠ / ٩٥ (دبق) ؛ وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب ص ٤٩٥ ؛ وشرح المفصل ٩ / ٣٠ ؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٥٤.
اللغة : دابق : اسم موضع.
المعنى : لقد صار دابق بعيدا عني جدّا.
الإعراب : ودابق : «الواو» : حرف جر وقسم ، «دابق» : اسم مجرور بواو القسم ، والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف. وأين : «الواو» : استئنافية ، «أين» : اسم استفهام في محل نصب مفعول فيه ظرف مكان. مني : جار ومجرور متعلقان بحال من «دابق». دابق : مبتدأ مرفوع بالضمة مؤخّر ، خبره محذوف بتقدير (وأين موجود مني دابق).
وجملة «أين مني دابق» : استئنافية لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «ودابق ... دابق» حيث ذكّر وصرف (دابق) وهذا هو الشائع ، وقد تؤنث وتمنع من الصرف.
٦١٧ ـ التخريج : البيت لمسكين الدارمي في ديوانه ص ٤٩ ؛ وخزانة الأدب ٢ / ٢٦٨ ، ٦ / ٣٢٨ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٢٤ ؛ وبلا نسبة في الكتاب ٣ / ٢٤٤ ؛ ولسان العرب ٧ / ٤٣١ (وسط) ، ٨ / ٤٥٣ (نبغ) ؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٥٤. والرواية في جميع هذه المصادر «موضّع» مكان «مصوّب».
اللغة : النابغة الجعدي : هو قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة الجعدي العامري ، شاعر ، صحابي. اشتهر في الجاهلية ، ثم وفد على النبي صلىاللهعليهوسلم وأسلم. ومات في زمن معاوية (الزركلي : الأعلام ٥ / ٢٠٧). الرمل : موضع قبر النابغة. الصفيح : الحجارة العريضة الرقيقة. المصوّب : الذي أتاه ماء المطر.