تقديم المستثنى وهو آل أحمد ومشعب الحق على المستثنى منه وهو مشعب وشيعة.
فإن عطفت على الاستثناء المقدم ، فإنه يفارق العطف على المستثنى المؤخر. فإنّه يجوز في العطف النصب على اللفظ والرفع على المعنى ، فتقول : «ما قام إلّا زيدا أحد وعمرا» ، على لفظ «زيد» ، و «عمرو» على ما كان يجوز لو تأخر ، ألا ترى أنك لو قلت : «ما قام أحد إلّا زيد» لجاز في «زيد» الرفع. وهذا الوجه ضعيف جدا.
وأما إذا كان المستثنى مؤخّرا ، فإنّه لا يجوز أن يكون المعطوف إلّا على حسب إعراب المعطوف عليه.
__________________
وتخليص الشواهد ص ٨٢ ؛ وخزانة الأدب ٤ / ٣١٤ ، ٣١٩ ، ٩ / ١٣٨ ؛ والدرر ٣ / ١٦١ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٣٥ ؛ وشرح التصريح ١ / ٣٥٥ ؛ وشرح قطر الندى ص ٢٤٦ ؛ ولسان العرب ١ / ٥٠٢ (شعب) ؛ واللمع في العربية ص ١٥٢ ؛ والمقاصد النحوية ٣ / ١١١ ؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢ / ٢٦٦ ؛ وشرح الأشموني ١ / ٢٣٠ ؛ وشرح ابن عقيل ص ٣٠٨ ؛ ومجالس ثعلب ص ٦٢ ؛ والمقتضب ٤ / ٣٩٨.
اللغة والمعنى : آل أحمد : أي أتباع النبي (صلىاللهعليهوسلم). الشيعة : الأتباع والأنصار. مذهب : طريق.
يقول : ليس لي من أنصار إلّا أتباع محمد (صلىاللهعليهوسلم) وليس لي من طريق إلّا طريقهم لأنّه قويم وصحيح.
الإعراب : وما : الواو : بحسب ما قبلها ، ما : حرف نفي. لي : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر المبتدأ. إلّا : حرف استثناء. آل : مستثنى منصوب ، وهو مضاف. أحمد : مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنّه ممنوع من الصرف للعلميّة ووزن الفعل. شيعة : مبتدأ مرفوع. وما : الواو : حرف عطف ، ما : حرف نفي. لي : جار ومجرور متعلّقان بخبر المبتدأ المحذوف. إلّا : حرف استثناء. مشعب : مستثنى منصوب ، وهو مضاف. الحق : مضاف إليه مجرور. مشعب : مبتدأ مؤخّر مرفوع.
وجملة (ما لي إلّا آل آحمد شيعة) الاسميّة لا محلّ لها من الإعراب لأنّها ابتدائيّة أو استئنافية. وجملة (ما لي إلّا مشعب الحق مشعب) الاسميّة معطوفة على جملة «ما لي إلا آل أحمد شيعة».
والشاهد فيه قوله : «آل» وقوله : «مذهب» حيث تقدّم المستثنى على المستثنى منه ، فنصبه ، وهذا هو الوجه. ويروى «مشعب» مكان «مذهب».