العوامل ، فلا موضع لمعموله أصلا ، نحو : «ليت» ، و «كأنّ» ، فدلّ ذلك على أنّ «لا» جعلت مع الاسم بمنزلة اسم مبتدأ ، ولم تعمل في الخبر شيئا ، ولذلك جاز الحمل على الموضع لتمام الاسم ، ولكون «لا» لا تعلق لها بالخبر.
فإن كان الاسم الواقع بعد «لا» قد عمل فيه عامل ظاهر أو مضمر لم تؤثر فيه «لا» ، وبقي على حاله قبل دخولها ، وذلك نحو قوله : «لا مرحبا ولا أهلا ولا مرحب». فإن قيل : إنّ قولك : «لا مرحب» ، «لا» فيه بمنزلة «ليس» ، فالجواب : إنّ قولك : «لا مرحب» ، دعاء مثل قوله [من الطويل] :
٦٤٩ ـ ونبّئت جوّابا وسكنا يسبّني |
|
وعمرو بن عفرى لا سلام على عمرو |
إلّا إذا كان بعدها الفعل الماضي. وأنّ «مرحبا» ليس باسم «لا» ، وأنّ «لا» دخلت على كلام كان معناه الدعاء فنفته.
__________________
٦٤٩ ـ التخريج : البيت لجرير في ديوانه ص ٤٢٥ ؛ والكتاب ٢ / ٣٠١ ؛ ولسان العرب ١٣ / ٢١٨ (سكن) ؛ وللفرزدق في خزانة الأدب ٥ / ٢٣٨ ؛ وبلا نسبة في المقتضب ٤ / ٣٨١.
اللغة : جوّاب وسكن : اسما شخصين تعرّضا لجرير ؛ وكذلك عمرو بن عفرى.
المعنى : لقد أخبروني بهجاء جواب وسكن وعمرو بن عفرى ، وسبابهم التافه لي ، فلا سلام لهم ، ولا راحة أتركهم فيها.
الإعراب : ونبئت : «الواو» : بحسب ما قبلها ، «نبئت» : فعل ماض مبني للمجهول ، مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. جوّابا : مفعول به منصوب بالفتحة. وسكنا : «الواو» : حرف عطف ، «سكنا» : معطوف على (جوّابا) منصوب بالفتحة. يسبني : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، و «النون» : للوقاية ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). وعمرو : «الواو» : للعطف ، «عمرو» : معطوف على (سكنا) منصوب بالفتحة. بن : صفة (عمرو) منصوبة بالفتحة. عفرى : مضاف إليه مجرور بكسرة مقدّرة على الألف. لا : حرف نفي يعمل عمل (إنّ). سلام : اسم (لا) منصوب بالفتحة. على عمرو : جار ومجرور متعلقان بخبر (لا) المحذوف.
وجملة «نبئت» : بحسب الواو. وجملة «يسبني» : في محلّ نصب مفعول به. وجملة «لا سلام على عمرو» : استئنافية لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «لا سلام على عمرو» حيث اعتبر (لا سلام) بمنزلة الاسم المبتدأ ، على أساس ضمّ (سلام) ، ولكنّ رواية الديوان واللسان بالفتح ، وعلى هذا تمّ الإعراب.