وإن كان باقيا على جمعيته ، فلا يخلو من أن يكون ردّه إلى المفرد يغيّر المعنى أو لا يكون ، فإن كان ردّه إليه يغير المعنى ، نسبت إليه على لفظه وذلك نحو «أعراب» ، تقول في النسب إليه : «أعرابيّ» ، ولا ترده إلى «عرب» لأن «عربا» أعمّ من «أعراب» ، لأنّ «الأعراب» إنّما تقع على أهل البوادي خاصة ، و «عرب» يقع على البادي والحاضر ، فلو رددته إليه ، لأدخلت في المنسوب عموما لم ترده.
فإن كان رده إليه لا يغيّر المعنى ، نسبت إلى مفرده ، فتقول في النسب إلى «الفرائض» : «فرضيّ» ، وفي النسب إلى القبائل : «قبليّ» ، وفي النسب إلى «أبناء فارس» : «بنويّ».
فإن كان جمع سلامة أو مثنى ، نسبت إلى مفرده ، فتقول في النسب إلى «زيدين» : «زيديّ» ، وإلى «زيدين» : «زيديّ».
فإن كان مفردا ، فلا يخفو أن يكون محكيّا ، أو لا يكون. فإن كان محكيّا ، نسبت إلى الصدر ، فتقول في النسب إلى «تأبط شرّا» : «تأبطيّ». وقد سمع النسب إلى الجملة بأسرها ، نحو : «كنتيّ» في النسب إلى «كنت». قال الشاعر [من الطويل] :
٦٧٠ ـ ولست بكنتيّ ولست بعاجن |
|
وشرّ الرجال الكنتيّ وعاجن |
وقد قيل : «كونيّ» ، نسب إلى الصدر ورد المحذوف لتحرك النون. فإن لم يكن
__________________
٦٧٠ ـ التخريج : البيت للأعشى في الدرر ٦ / ٢٨٤ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ١٩٣ ؛ وليس في ديوانه ؛ بلا نسبة في أسرارالعربية ص ٨٢ ؛ وتذكرة النحاة ص ٥٣٩ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ١ / ٢٢٤ ؛ وشرح شافية ابن الحاجب ٢ / ٧٧ ؛ وشرح شواهد الشافية ص ١١٨ ؛ وشرح المفصل ١ / ١٤ ، ٦ / ٧ ؛ ولسان العرب ١٣ / ٢٧٧ (عجن) ، ٣٦٩ (كنن) ؛ والمقرب ٢ / ٧٠.
الإعراب : ولست : الواو بحسب ما قبلها ، و «ليس» : فعل ماض ناقص ، والتاء ضمير متصل مبني في محلّ رفع اسم «ليس». بكنتيّ : الباء حرف جرّ زائد ، و «كنتيّ» : اسم مجرور لفظا منصوب محلّا على أنه خبر «ليس». ولست بعاجن : تعرب إعراب «ولست بكنتيّ». وشرّ : الواو حرف استئناف ، و «شرّ» : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف. الرجال : مضاف إليه مجرور بالكسرة. الكنتيّ : خبر مرفوع بالضمة. وعاجن : الواو حرف عطف ، و «عاجن» اسم معطوف مرفوع بالضمة.
وجملة «ولست بكنتيّ» بحسب ما قبلها ، وجملة «ولست بعاجن» معطوفة ، وجملة «وشرّ الرجال الكنتي» استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله : «كنتي» حيث نسب إلى الجملة «كنت».