فإن جمعت فبإجماع أنّك لا تزيد الألف ، نحو : «مئين» و «مئات». وإن ثنيّت ففيه خلاف. فمنهم من يزيد الألف ، ومنهم من لا يزيد الألف. والذي لا يزيد الألف يقول : قد زال الموجب ، والذي يزيد يقول : التثنية مبنية على لفظ الواحد أبدا ، أعني أنّها يسلم فيها بناء الواحد ، فجرت في الخط على حكم الواحد.
ومما زادوا فرقا بين مشتبهين زيادة الواو في «أولئك» ، فرقا بينه وبين «إليك». وكانت الزيادة من حروف العلة ، لأنّ حروف العلة ، كما تقدم ، تكثر زيادتها ، وكانت الزيادة الواو ، لأنّ الواو من جنس الضمة ، وجعل الفرق في «أولئك» ، ولم يجعل في «إليك» ، لأن «أولئك» اسم و «إليك» حرف ، والاسم أحمل للزيادة من الحرف.
ومما زادوا فرقا بين مشتبهين زيادتهم الواو في «عمرو» فرقا بينه وبين «عمر» ، وكانت الزيادة من حروف العلة ، لأنّ حروف العلة ثلاثة : الواو ، والألف ، والياء ، لم تكن الألف لئلا يلتبس المرفوع بالمنصوب ، ولم تكن الياء لئلا يلتبس بالمضاف إلى ياء المتكلم ، مثل : «يا عمري» ، فلم يبق ما يزاد إلّا الواو. وجعلت الزيادة في «عمرو» ، ولم تجعل في «عمر» لأنّ «عمرا» أخفّ من «عمر» ، وذلك أنّ «عمرا» منصرف و «عمر» غير منصرف.
ومما زادوا فرقا بين مشتبهين في مذهب بعض أهل الخط زيادتهم الواو في «يا أوخيّ» ، فرقا بينه وبين «يا أخي». وكانت الزيادة من حروف العلة للعلة التي تقدمت ، وكانت الواو لأنّها من جنس الضمة. وجعلت في «أوخيّ» ، ولم تجعل في «أخي» لأنّ «أوخيّ» قد غيّر بالتصغير ، والتغيير يأنس بالتغيير ، فلذلك كان في «أوخيّ». وأيضا فإنّ التصغير فرع ، والفرع أحمل للزيادة.
ومذهب أكثر أهل الخط أنّها لا تزداد ، وسبب ذلك أنّ التصغير فرع عن التكبير ، وليس هو بناء أصل. وأيضا فإنّ «أوخيّ» لم يكثر استعماله.
ومما زادوا فيه فرقا زيادتهم الألف في واو الضمير. واختلفوا في ذلك ، فمنهم من ذهب إلى أنّ هذه الألف زيدت فارقة بين واو الضمير وواو العطف ، وذلك في ما كان من واوات الضمير منفصلا ، وذلك نحو : «كفروا» و «وردوا» ، ألا ترى أن «كفروا» لو ورد بعده فعل ، لالتبس بالعطف ، إذ يمكن أن يكون «كفروا» فعل ، ثم حملت الضمائر غير المفصولة على المفصولة.
وهذا غير مرضي ، لأنّك إذا زدت الألف التبس بـ «كفر» و «أفعل».
ومنهم من ذهب إلى أنها زيدت فارقة بين واو الضمير والواو التي من نفس الكلمة.